٢٧ ربيع الآخر ١٤٣١ هـ

المعترك الفكري خطير جدا .. يحيى الأمير يصف مريم أم عيسى وآسية امرأة فرعون بالشخصيات الأسطورية

بسم الله
22%D8%B3.png


عبدالله زقيل - صحيفة المسك

الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...

يقال أن يحيى الأمير ينتهي نسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك طعن في حديث جده صلى الله عليه وسلم ووصفه بأنه وحشي !

يقال أن يحيى الأمير كان في فترة من حياته مطلقا لحيته ، ويرتدي عمامة مكورة ، ومقصرا ثوبه !

عن أنسٍ قال : كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلِيهِ وسَلَّم يُكثرُ أنْ يقول : يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّتْ قَلبي على دينِكَ فقلتُ يا نبيَّ اللهِ آمنَّا بكَ وبما جئتَ بهِ فهلْ تخافُ علينا ؟ قال : نعمْ إنَّ القُلوبَ بينَ أصبُعينِ من أصابعِ اللهِ يُقلِّبها كيفَ شاءَ " .

أخرجه الترمذي ، وقال : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .

اللقاء الذي كان معه في قناة " الحرة " مع صاحبة مقال الأزواج الأربعة لم يقتصر على وصفه لحديث النبي صلى الله عليه وسلم بالوحشي بل هناك أمور أخرى .

واليوم قرأتُ له عبارة في مقال له قديم ( تاريخ 3 - 6 - 2005 ) رد فيه على امرأة معروفة با ستعداءها على المملكة بالمنظمات الخارجية للضغط عليها ، وبأفكارها الشاطحة ، والمطالبات الساقطة بزعمها انتصارا لحق المرأة ... أقول : قرأتُ له تلك العبارة الخطيرة في رده عليها قبل تدل على عمق الانحراف الفكري الخطير لديه .

دعوني أضع العبارة بنصها : " ثم ذهبت ... إلى نماذج بدائية كآسيا زوجة فرعون ومريم وغيرهن وهو استشهاد بدائي لا مكان له ، وأنا شخصيا يكفيني أن أستشهد بأي امرأة سعودية على أن أستشهد بتلك النماذج الأسطورية لأن قضيتنا ليست في حليب حليمة ولا دراهم خديجة ، ولا مكان أصلا لهذا الاستشاهاد لا سياقيا ولا معرفيا وليست أصلا بطريقة مثلى للدفاع عن قيمة المرأة خاصة أنه دافع واهن لأنه لا ينطلق من موجبات لهذا الدفاع " .ا.هـ.

آسية زوجة فرعون ، ومريم بنت عمران أم عيسى عليه السلام شخصيات أسطورية !

يا للعجب ! ، لا أكاد أصدق ! ، تستشهد بامرأة سعودية على نساء زكاهم الله في كتابه ، وأثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته ! اللهم إنا نعوذ بك من الخذلان !

مريم بنت عمران التي ورد ذكرها في كتاب الله في نحو ثلاثين موضعا ، قال ابن عاشور في " التحرير والتنوير " : " وقال ابن التلمساني في شرح الشفاء لعياض : لم يذكر الله امرأة في القرآن باسمها إلا مريم على أنها أمة الله إبطالا لعقائد النصارى " .

ولولا الإطالة لسردت جميع الآيات التي ورد فيها ذكر مريم بنت عمران .

وقال الأصفهاني في " مفردات ألفاظ القرآن " (ص 766) : " مريم : اسم أعجمي ، اسم أم عيسى عليه السلام " .

هل تكون شخصية أسطورية ؟!

أما امرأة فرعون فقد أوردها القرآن ، قال تعالى : " وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " [ القصص : 9 ] .

وقال تعالى : " وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " [ التحريم : 11 ] .

أما سنة جدك صلى الله عليه وسلم عن آسية زوجة فرعون ومريم بنت عمران .

عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ ، كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا : مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ " .

أخرجه البخاري ومسلم .

وأكتفي بهذه النصوص من الكتاب والسنة .

كلام يحيى الأمير خطير جدا لأنه يؤدي إلى عدم اليقين أن القرآن من عند الله .

والطعن في القرآن بمقولة أن الشخصيات المذكورة في القرآن شخصيات أسطورية هي شنشة أخزمية
بينها القرآن الكريم على لسان وثني الجزيرة العربية ، وحكاه القرآن عنهم : " وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ " [ الأنعام : 25 ] .

وقال تعالى : " وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ " [ النحل : 24 ] .

ولا يخلو زمان من تلك المقولة الآثمة التي تطعن في كتاب الله ، وفي العصور المتأخرة أتى بها الهالك طه حسين ، وتلقفها من أبناء جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا مع الأسف ، ومنهم محمد أركون ، ونصر أبو زيد .

يقول طه حسين فى كتاب " الشعر الجاهلى " : "للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلاً عن إثبات هذه القضية التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة، ونحن مضطرون أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهود، والقرآن والتوراة من جهة أخرى" .ا.هـ.

ومن أقوى من ردّ على طه حسين الأستاذ أنور الجندي - رحمه الله في كتابه " طه حسين : حياته وفكرة في ميزان الإسلام " .

الخلاصة : أن مقولة يحيى الأمير مقولة خطيرة جدا تؤدي إلى نفي أن القرآن من عند الله نعوذ بالله من الخذلان . 

أخوكم : محب القمم
بريدي الالكتروني
روافد .. من ينابيع الخير شواهد مشاهد ذات بهجة

تابعني Facebook
Signature powered by WiseStamp 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياك الله ، يشرفني تعليقك .

أعجبني