١٤ شوال ١٤٣١ هـ

إنها تربينا.. قبل أن نربيها



بسم الله الرحمن الرحيم




22%D8%B3.png

اختيارات نختارها من الشبكة للأماجد





  إنها تربينا.. قبل أن نربيها

بقلم: ناصح

 

الحمد لله والصلاة والسلام على من والاه.. أما بعد:

 

كم أتألم كثيراً حين أشاهد مظاهر الإفراط أو التفريط في أبناء هذه الأمة.. التي قال الله لها "وكذلك جعلناكم أمة وسطا".


سأتحدث عن مثال واحد فقط يوضح ذلك:

كانت (اللحية) يوماً من الأيام عند كثير من شباب الصحوة (معياراً مفصلياً)، بها يصنف الناس، ومن خلالها يكون التعامل معهم، في صورة تعبر عن مدى (الإفراط).

وأصبحت عند بعضهم اليوم -مع كل أسف- مجرد (ديكور) يتبدل ويتغير مع تبدل ذوق صاحبها، في صورة معاكسة تعبر عن مدى (التفريط).

مسكينة أنتِ أيتها اللحية.. كان الشباب يجلونك ويعظمون فيك حتى الشعرة الواحدة، وإذا بهم الآن يتنازلون عنكِ بأرخص الأثمان تحت مظلة (الإيمان في القلب).

كان الشباب بحاجة إلى من يقول لهم "لا تشددوا في اللحية، ينبغي أن نعطيها قدرها الذي أعطاها الشرع" وأصبحوا اليوم بحاجة إلى من يقول لهم "إن اللحية من الدين!"

حقاً ما أصعب ضبط التراجعات، وردّات الفعل!

تجد الإنسان يغلو في اتجاه معين، ثم يجري به الزمن ويدرك أن ذلك كان غلواً وإفراطاً.. فيرجع باتجاه الوسط.. فإذا به يتجاوزه إلى التفريط! 

 

أتساءل دوماً: لماذا أخذوا من لحاهم؟ هل بحثوا المسألة بحثاً علمياً فاطلعوا على أدلة رجحت لهم الجواز؟ فحينئذٍ هم على خير.

أم مروا بمراحل جديدة في حياتهم (جامعة، زواج، ...الخ) وضغط عليهم الواقع، وأثر فيهم كثرة المتساقطين، حتى انطبق عليهم قول حذيفة رضي الله عنه: "إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا؟ فلينظر: فإن كان رأى حلالاً كان يراه حراماً فقد أصابته الفتنة!"

حين أتأمل في كثير من الشباب الذين رق تدينهم، أجد أن قلعتهم الحصينة (اللحية) كان لها حضوراً قوياً.

كانت لحيته تزجره عن كثير من المعاصي، كان يستحي منها في خلواته، فتعطيه شجاعة وهيبة أمام الناس، فهي تربيه قبل أن يربيها!

 ثم إذا ضحى بها يوما من الأيام.. هانت عليه الأمور، وبدأت سلسلة من التنازلات، لا يوقفها إلا يقظة شعورية، وفرار صادق إلى الله.

حتى أنه من كثرة التنازلات التي بدأت باللحية، أصبحنا نجعلها كـحلقة الباب من حركها اتهمناه على ما فوقها.

ربما يقول البعض: ما أضيق أفق الكاتب! ألا يعلم بأن المسألة اجتهادية، والمسائل الاجتهادية لا إنكار فيها؟!

فأقول: إن كنت تقصد أخذ ما زاد عن القبضة فنعم المسألة اجتهادية، والخلاف فيها قوي، وكلامي السابق لا ينطبق عليها.

بل مرادي مما مضى: الذين يأخذون من لحاهم ما دون القبضة، فهذه من قال أن فيها خلاف؟!

الذي انتهى إليه علمي البسيط أنه لا يجوز أخذ ما دون القبضة باتفاق السلف إلا ما ندر.

 

ربما تستغرب من هذا.. لكني أدعوك لقراءة هذا البحث الرائع، وفي نفس الوقت مختصر وغير طويل، اقرأه ثم سأكمل حديثي.

http://www.dorar.net/art/276

إن كان الرابط معطوباً فجرب هذا:

http://www.hejrh.com/showthread.php%CD%DF%E3-%C7%E1%C3%CE%D0-%E3%E4-%C7%E1%E1%CD%ED%C9-%E6%CA%DE%D5%ED%D1%E5%C7-%E6%CA%E5%D0%ED%C8%E5%C7-3539.html

 

 

أهلا بك يا طالب العلم.

ربما تعجبت أن الشيخ علوي قال "لا أعلم أحداً قال بجواز أخذ ما دون القبضة".؟

إذن سيزداد تعجبك حين تقرأ ما كتبه الإمام الموسوعي ابن عابدين –وهو من علماء الحنفية- حين قال: "وأما الأخذ منها وهي دون القبضة، كما يفعله المغاربة ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد!"

أتريد أن أزيدك؟

(الموسوعة الفقهية الكويتية) من أقوى المشاريع التي أُنتجت في هذا العصر، وهي تقع في (45 مجلد)، ويستفيد منها كثير من المشايخ والباحثين لشموليتها وسعة مراجعها، رجعت إليها للنظر في مسألة الأخذ من اللحية فوجدت أنهم حكوا الخلاف في ما زاد عن القبضة وذكروا آراء المذاهب الأربعة، ثم قالوا في آخر المسألة: "وأما الأخذ من اللحية وهي دون القبضة لغير تشوه ففي حاشية ابن عابدين: لم يبحه أحد" ثم انتقلوا للمسألة التي تليها.

والسؤال المهم هنا: هل خفي على هذه الموسوعة الضخمة ذلك القول؟ أم أنه فعلا قول غريب وليس له وجود في كتب الفقه؟!

 

حسناً.. قد نقول (عدم العلم ليس علماً بالعدم) وهذا كلام صحيح، فلذلك لم أعتمد على كلامهم، فبحثت وبحثت كثيراً عمن أجاز الأخذ من اللحية وهي دون القبضة من السلف لا من الخلف.

أعلم أنه يوجد من المعاصرين من يفتي بالجواز، مع أنهم قلة، لكني الآن أناقش حجم الخلاف فيها في (عهد السلف).

بمعنى لو سمعت حجة من أفتى بالجواز ربما تقول فعلاً كلام مقنع، لكني لا أناقش هذا، بل أقول: حتى لو كان كلاماً مقنعاً.. هل له سلف؟! أم قول غريب؟

الذي توصلت إليه من بحثي المتواضع أني لم أجد نصاً صريحاً يجيز ذلك.. إلا ما جاء عن الأئمة (الحسن البصري، وعطاء، واختاره الطبري) ولكن بشرط "ألا يفحش الأخذ منها".

مع أنك حين تتأمل نصوصهم وتعليلاتهم.. تجد أن المسألة شائكة وليست واضحة.

فمثلاً.. نقل ابن بطال في شرح البخاري عن الطبري قوله" وقال عطاء: لا بأس أن يأخذ من لحيته الشيء القليل من طولها وعرضها إذا كثرت". ثم ذكر بعدها أنه في الحج والعمرة فقط.

لاحظ (الشيء القليل) و (إذا كثرت) و (في الحج والعمرة فقط).

ثم قال الطبري بعد حكاية قول الحسن وعطاء: "وعلة قائلي هذه المقالة كراهية الشهرة في اللبس وغيره، فكذلك الشهرة في شعر اللحية".

ألا يفهم من هذا أن مرادهم بقاء لحية كثيرة، لكن ليست كثيرة جداً توجب الشهرة؟

ويؤكد هذا ما نقله ابن حجر في "الفتح" عن الطبري أيضاً حين قال عن الحسن وعطاء: "وحمل هؤلاء النهي على منع ما كانت الأعاجم تفعله من قصها وتخفيفها".

ثم قال ابن حجر عن الطبري: "واختار قول عطاء وقال: إن الرجل لو ترك لحيته لا يتعرض لها حتى أفحش طولها وعرضها فعرّض نفسه لمن يسخر به".

 

على أي حال .. من يجيز الأخذ من اللحية وهي دون القبضة يستند في الغالب إلى هؤلاء الأئمة الثلاثة -رحمهم الله-، وإذا تأملت كلامهم أيقنت أن مرادهم ليس ما يفعله بعض الشباب الآن (التخفيف لللحية الخفيفة!).

ثم لو سلمنا أن هؤلاء الثلاثة أجازوا ذلك.. فكم نسبتهم من بين بقية السلف؟!

أنت بنفسك إذا رجعت لنصوص السلف ومن بعدهم في هذه المسألة، ستجدها بهذا المعنى (يحرم حلق اللحية، لكن يجوز أخذ ما زاد عن القبضة) وهذا مفهومه أنه لا يجوز ما دون ذلك، بل أحياناً لا يتعرضون لذكر المسألة لكونها بديهية ومعروفة، فابن عمر إنما أخذ ما زاد عن القبضة، ولذلك أفتى السلف بالجواز.

وأنا أجزم يقيناً بأن الكثير ممن يتذرعون بالخلاف في هذه المسألة.. يجهلون هذه الحقيقة.!

ولكنهم سمعوا عالماً أفتى بها.. فاتبعوه بناء على المقولة الخاطئة "حط بينك وبين النار مطوع!"

وإلا فالواجب على طلبة العلم منهم أن يبحثوها بأنفسهم، ويعرفوا حجم الخلاف فيها، لا أن يكونوا مقلدين كالعوام.!

فإن اشتبهت عليهم استفتوا قلوبهم!

 

 

ثم لو سلمنا -جدلا- أنها من المشتبهات، مع أننا علمنا الآن أن معظم السلف يحرمون ذلك، بل نقل ابن عابدين الإجماع، لكن سلمنا أنها مشتبهة، فحري بالمسلم -فضلاً عن الملتزم، فضلاً عن الداعية والقدوة- أن يتجنبها، فهو أسلم لعرضه من ألسن الناس وكثرة تساؤلاتهم.

وأسلم لدينه، لأنه يدور بين "التحريم" و "الجواز". فهو إما وقع في "الإثم" أو "لم يقع". لأن الحق –كما تعلم– لا يتعدد، فهو عند الله واحد، إما أنه لا يجوز الأخذ، أو أنه يجوز.

بل أن المسألة أخطر من ذلك لأنها متكررة طيلة عمر الإنسان، وبعض الذين يرون "التحريم" يقولون: (لا صغيرة مع إصرار) أي أن الإصرار على الصغيرة يحولها إلى كبيرة من كبائر الذنوب، ويسمى حينئذفاسق!

يا الله! يقع في كبيرة من كبائر الذنوب!

يعني أنها لا تغفر إلا بالتوبة!

والله أنه من الغبن، أن يعرض نفسه الإنسان نفسه للفسوق، ولارتكاب كبيرة من كبائر الذنوب –عند معظم السلف وكثير من الخلف– من أجل شعيرات يقصها للتجمل والتزين!

اللهم لا تؤاخذنا بجهلنا يا رب..

والله لو لم يحصل لمن ترك لحيته على حالها.. إلا جمال اتباع السنة لكفى.. فما بالك إن تحصلت له بذلك منافع كثيرة؟! منها ما ذكره الإمام ابن القيم -رحمه الله- حين قال: "وأمَّـا شَعر اللحية ففيه منافع، منها: الزينة والوقار والهيبة، ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء من الهيبة والوقار ما يُرى على ذوي اللحى".

 

 

 - أما لك فيه أسوة ؟!

عامة السلف الذين أجازوا أخذ ما زاد عن القبضة، يتفقون في الجملة على أن الأفضل والأكمل، هو الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو عدم الأخذ منها مطلقاً، فأين التأسي به معاشر المسلمين؟!

 أرجوك أرجوك أخي اقرأ هذا المقال الرائع:

http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-126460.htm

وأتذكر الآن كلاماً نفيساً للشيخ عبدالكريم الخضير -حفظه الله- حين قال: "والتجربة أثبتت أن المقص إذا دخل اللحية أفناها شيئاً فشيئاً!".

صدق والله الشيخ! كم من أناس بدؤوا بأخذ ما زاد عن القبضة، ثم شيئاً فشيئاً مع أخطاء الحلاق -الذي يخطئ باستمرار هداه الله- إلى أن وصل الحال إلى حلقها المحرم بالإجماع، كما نقله ابن حزم وابن تيمية.

 

 

 

- "فردوه إلى الله والرسول":

نتفق على أن مرجعنا الكتاب والسنة، لا أقوال الرجال وإن كثروا.
حسناً.. دع عنك كل الأقوال والخلافات السابقة.. وتأمل معي هذا المشهد:

 

- النبي صلى الله عليه وسلم يأمر في أكثر من موضع بلفظ مختلف (أعفوا، أوفوا، أرخوا، وفروا، أرجوا) اللحى.
- النبي صلى الله عليه وسلم يطبق ما يقوله، فلم يقترب المقص من لحيته بتاتاً، بل كانت لحيته (كثة) ترى من خلفه، كما قال خباب -رضي الله عنه- حين سئل: كيف تعرفون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر؟ فقال: "باضطراب لحيته". والحديث في صحيح البخاري. 
- أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبلغ عددهم مئات الآلاف، لم ينقل عن أحدهم أن المقص دخل لحيته إلا ما ابن عمر، وأسانيد غير ابن عمر لا يُجزم بصحتها. 
- ابن عمر رضي الله عنه أخذ (ما زاد عن القبضة).
- ابن عمر رضي الله عنه أخذ ما زاد منها (في النسك فقط) تأولاً لقول الله تعالى "محلقين رؤوسكم ومقصرين".

 

والآن.. بعد هذا المشهد.. ألا ترى أن القول بتحريم أخذ ما زاد عن القبضة قول قوي من جهة الدليل وعمل الصحابة؟
لماذا لا يكون فعل ابن عمر اجتهاد منه، مثل اجتهاده بغسل عينيه في الوضوء، وغيرها من المسائل التي لم يُوافق عليها. أليس بشراً يصيب ويخطئ؟!

فما بالك إذن بما هو دون القبضة؟!

 

 

 ختاما..

اقرأ (بتأمل) هذا الكلام للعلامة فقيه العصر ابن عثيمين -رحمه الله- فإنه والله كلام مقنع، ومؤثر في نفس الوقت!

 

يقول السائل في أحد لقاءات الباب المفتوح:
كيف نرد على من استدل بفعل ابن عمر وأبي هريرة على الأخذ من اللحية مما زاد عن القبضة؟
الشيخ: أخذها ابن عمر متى؟ 
السائل: فيما ثبت عن ابن عمر أنه كان يأخذ من لحيته. 
الشيخ: متى؟ 
السائل: في الحج. 
الشيخ: الذين استدلوا بفعل ابن عمر مع الأسف توسعوا وقالوا: خذوا في الحج وغيره، والاستدلال يجب أن يكون مطابقاً للدليل
السائل: وكيف بقية الصحابة؟ 
الشيخ: من بقيتهم؟ 
السائل: أبو هريرة. 
الشيخ: تثبت هذا عنه؟ 
السائل: ورد في مصنف ابن أبي شيبة. 
الشيخ: ومصنف ابن أبي شيبة ما أكثر الضعيف فيه. ولنتنزل معك إلى أبعد الحدود، نقول: صح عن ابن عمر أنه يأخذ من لحيته في الحج وغير الحج، وعن أبي هريرة وعن فلان وفلان من الصحابة. فعندنا قول إمامهم وهو الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أعفوا اللحى) وهل قال: ولكم أن تأخذوا ما زاد على القبضة؟ 
السائل: لا. 
الشيخ: بماذا تحاجج ربك يوم القيامة؟ والله يقول: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) بماذا تقول؟ تقول: والله أنا سمعت من ابن عمر أو غيره من الصحابة فعل هذا، ما تستطيع.
فمثل هذه المسائل إذا جاء فيها نص فلا تسأل، ابن عباس رضي الله عنه قال: [توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله وتقولون: قال أبو بكر وعمر] وأين ابن عمر من عمر وأين أبو هريرة من أبي بكر، ومع ذلك أنكر ابن عباس على من يعارض قول الله وقول رسوله بقول هذين الإمامين اللذين قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهما: (اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر) وقال: (إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا). 
خذ هذه قاعدة عندك: لا تعارض قول الرسول بقول أحد ولا بفعل أحد
، لكن اعتذر عن ابن عمر و أبي هريرة في مخالفتهما ظاهر النص، اعتذر عنهما بأن هذا اجتهاد، فيعذران فيه كما عذر عثمان رضي الله عنه في إتمام الصلاة في منى، وهذه دعها قاعدة عندك: أي إنسان يخالف القرآن أو السنة فاعتذر عنه ولا تحتج بقوله ولا بفعله. انتهى كلام الشيخ -رحمه الله-.

 

تذكر أخي المبارك: قد يكون (ذنب واحد) أصريت عليه: هو الذي يحول بينك وبين فتوحات ربانية، وتوفيق إلهي، يجعل حياتك تنحى إلى منحى آخر!

أسأل الله أن ينفع بهذا المقال، وهو جهد المقل، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان..

ويعلم الله أن دافعي هو النصح للأحبة والأصحاب الذين تساهلوا في هذا الأمر، فأرجو أن تتسع صدورهم لما كتبت..

وفق الله الجميع..

وسأستفيد كثيراً من رأيك وملاحظاتك على هذا البريد:

wswfcse134@hotmail.com

 






أخوكم: محب القمم                         للتواصل:  
لمراسلتي دون أن أعرفك ، ولمناصحتي فالمؤمن مرآة أخيه اضغط هنـــــا واكتب ما أردت واضغط على say it وجزيت خيرا .


ابحث ، شاهد ، وأنت مطمئن
200 ألف مقطع و15 موقع للفديو

اختيارات نختارها من الشبكة للأماجد
عفو من الخاطر؛ تصافحه أبصاركم
مدونة       
مجموعة بريدية
كن معجبا
rss


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياك الله ، يشرفني تعليقك .

أعجبني