٠٨‏/٠٤‏/٢٠١٠

الإمام ابن عبد البرّ ! ذكريات في مجلس سماحة المفتي



بسم الله
22%D8%B3.png








الإمام ابن عبد البرّ ! ذكريات في مجلس سماحة المفتي
د. سعد بن مطر العتيبي


الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، حَافظُ المَغْرِبِ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ ، أَبُو عُمَرَ يُوْسُفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ البَرِّ بنِ عَاصِمٍ النَّمَرِيُّ ( 368-463) ، الأَنْدَلُسِيُّ، القُرْطُبِيُّ، المَالِكِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ الفَائِقَة .

هذا العلم الجليل له في نفوس أهل العلم والأثر محبة عجيبة أشبه بمحبة الناس وأنسهم العجيب في طيبة من بين البلدان ، كيف لا وهو من اشتهر بالديانة والعلم حتى قال عنه الذهبي : " قُلْتُ : كَانَ إِمَاماً ديِّناً، ثِقَة، مُتْقِناً، علاَمَة، مُتَبَحِّراً، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاع " ..

وكنت قبل بضعة عشر سنة أقرأ على سماحة شيخنا مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في كتاب التمهيد لهذا الإمام الجليل ابن عبد البرّ ، ومرّ بنا فيه نقل عن الإمام أحمد قال فيه : " ذكر الأثرم ، قال سمعت أبا عبد الله يسأل عن رجل يقدم وعليه جلود الثعالب أو غيرها من جلود الميتة المدبوغة فقال إن كان لبسه وهو يتنأول أيما إهاب دبغ فقد طهر فلا بأس أن يصلي خلفه قيل له فتراه أنت جائزا قال لا نحن لا نراه جائزا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب ولكنه إذا كان يتأول فلا بأس أن يصلي خلفه فقيل له كيف وهو مخطئ في تأويله فقال وإن كان مخطئا في تأويله ليس من تأول كمن لا يتأول ثم قال كل من تأول شيئا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه أو عن أحدهم فيذهب إليه فلا بأس أن يصلي خلفه وإن قلنا نحن خلافه من وجه آخر لأنه قد تأول قيل له فإن من الناس من يقول ليس جلد الثعالب بإهاب فنفض يده وقال ما أدري أي شيء هذا القول ثم قال أبو عبد الله من تأول فلا بأس أن يصلي خلفه يعني إذا كان تأويله له وجه في السنة " .

قال شيخنا حفظه الله ! ما أذكر أنَّ هذا النقل مرّ بي في كتب الحنابلة ! رحم الله ابن عبد البر أدرك من علم أهل المشرق ما لا يعرفه بعض أهل المشرق وهو مغربي ! والله إني أحبه صاحب أثر !

قلت للشيخ بعد ذلك بسنين : بلغني أنك اعتمرت عنه ؟! قال : نعم ، لكثرة ما أفدت من مؤلفاته !

قلت :وكلها مواطن عجب من الألفة بين أهل السنة ، وتشبعهم بالتعددية الفقهية الشرعية :فتأمل نقل الإمام ابن عبر البرّ عن الإمام أحمد إمام أهل السنة ، واهتمامه بمروياته ، وتعليق شيخنا وهو من أدرى الناس اليوم بمرويات الحنابلة ، ومحبته لابن عبر البرّ وهو مالكي يميل إلى الشافعية مع تأثر بأهل الظاهر ، إلى درجة الرحلة للبيت العتيق بنية العمرة عن ابن عبد البر والاعتمار عنه !




--
"إنكم لتعملون أعمالا هي أدقُّ في أعينكم من الشَّعْرِ، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات!"
أنس بن مالك رضي الله عنه، في صحيح البخاري.

أخوكم : محب القمم
بريدي الالكتروني
روافد .. من ينابيع الخير شواهد مشاهد ذات بهجة

تابعني Facebook

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياك الله ، يشرفني تعليقك .

أعجبني