بسم الله الرحمن الرحيم
اختيارات نختارها من الشبكة للأماجد
ليس دفاعاً عن الأحمد ..
سلوك أدعياء الليبرالية في فقه الحرية !
لا أعرف الشيخ الدكتور يوسف الأحمد بشكل شخصي فلم ألتقيه يوماً ، أو أتحدث إليه ، أو أتواصل معه ، إنما أعرفه شخصية ً عامة لها حضورها الصاخب في الإعلام بآرائها الجريئة ومواقفها الدينية ، التي قد نتفق معها أو نختلف ، لكنها تستثير بشكل خاص ما يسمى بـ(التيار الليبرالي) من كتاب وإعلاميين ومثقفين ، بدلالة ردود أفعال هذا التيار على خبر مشاركة الشيخ الدكتور يوسف الأحمد في تأليف كتب (الفقه والسلوك) للصف الأول ابتدائي ، فقد طارت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية ذات التوجه الليبرالي بهذا الخبر ، وكأنها تستنكر هذه المشاركة ، لأن الشيخ الأحمد حسب ميزانها مثير للجدل ومن أصحاب الآراء المنفرة وغير ذلك ، ما يشير إلى رفضها أن يكون ضمن فريق علمي ـ حتى لو كان أكاديمياً ـ للمساعدة البحثية أو المشاركة المعرفية في تأليف كتاب تربوي .. لماذا ؟
لأجل حماية الأجيال من أفكاره ، التي يراها ـ البعض الليبرالي ـ متطرفة ، وبسبب مواقفه التي يعتبرها متشنجة ، لأنها تقوم على فكرة محورية هي (رفض الاختلاط وممارسة الاحتساب) . هكذا تجاهل أدعياء الليبرالية ، القيم الإنسانية التي جعلتها الليبرالية الغربية معركتها التاريخية وثمرتها الحضارية ، وارتباطها بالحقوق الكبرى للإنسان الفرد مهما كان دينه أو عرقه أو لونه أو فئته ، وهي (الحرية ، الاختيار ، الاستقلال) وما ينضوي تحتها من مبادئ سامية كاحترام الآخر ، والمشاركة الحضارية ، والمسئولية . فأين الليبرالية التي يتشدقون بها ؟ أين ما تعلموه على موائد فلاسفة التنوير الغربي ؟ أين المعاملة بالمثل ؟ أين كل هذا ؟ انتهى في لحظات .. لأن هذا الفرد هو (يوسف الأحمد) ، ولأن منطلقه ديني .
المضحك وشر البلية ما يُضحك .. أن أدعياء الليبرالية لا يملكون منهجية واضحة في التعاطي مع المواقف والأحداث التي يرفضونها ، فمنهج التعامل الواقعي أن لا تنتقد مشروعاً معيناً قبل أن تطلع على محتواه ، وتتحقق من مدى تطابقه مع رأيك أو تعزيزه لوجهة نظرك أو إثباته لفكرتك .
فالكبار هم من يناقشون (الأفكار) ، والصغار هم من يناقشون (الأسماء) ، وبينهما من يناقش (الأخبار) !
فلا عليك من اسم يوسف الأحمد أو غيره ممن تعتبره إسلامياً متطرفاً ، سواءً تصدّر قائمة المؤلفين أو كان ضمن المشاركين في تأليف الكتاب أم لا ؟ المهم أن تتفحص الكتاب وتحاول رصد المخالفات التربوية ، التي يرفضها الدين والعقل والمجتمع . وبهذا تكون قد برهنت على ما تقول . لأن رفض الاسم بناءً على توجه فكري معين يعني أن من حق أصحاب التيار الديني ـ مثلاً ـ محاربة أي اسم يخالف توجههم الفكري والعمل على إقصائه لو وُجد على كتاب تربوي ، وبنفس الحجة ، التي قال بها الليبراليون وهي (حماية الأجيال من أفكاره المتطرفة) عن الدين لصالح التغريب مثلاً .
فضلاً عن أن (الفلسفة الليبرالية) ، التي ينطلق منها أولئك الأدعياء تقول بحق الأحمد وغيره مادام سعودياً ويحقق الشروط الموضوعة للمشروع أن (يشارك) ويؤلف أيضاً ، خاصة ً أن مشروع تأليف الكتاب يمر بمراحل مراجعة وتعديل وهو بالأخير عمل في إطار النظام الحكومي الذي تمثله الوزارة . هذا من جهة ومن جهة ٍ أخرى يبدو أن الموقف الفكري الذي يبديه الليبراليون تجاه الأحمد ينطلق من رفض أفكاره ومواقفه المتعلقة بالاختلاط والاحتساب . مع أنها في المعيار الليبرالي مقبولة مادامت لا تخالف النظام أو تخترق القانون . السؤال الافتراضي : كيف سيكون موقف الليبراليين من وجود اسم الشيخ الأحمد ضمن فريق تأليف كتاب (الفقه والسلوك) لو لم يُعلن الشيخ الأحمد عن أفكاره ويتخذ مواقفه بشأن الاختلاط والاحتساب ، كون انضمام الشيخ لفريق التأليف سابق لإعلان أفكاره التي بسببها يحاربه الليبراليون اليوم ؟ أترك الإجابة للواقع الذي يقول إن الليبراليين لن يهتموا بالكتاب لأن قياسهم مرتبط بالأسماء وليس المحتوى أو الأفكار . إن ما قيل وكُتب بشأن خبر وجود اسم الشيخ الأحمد على ذلك الكتاب التربوي يجعلك تتصور أن الشيخ هو سبب تردي المستوى التعليمي لدينا ، وأنه هو من جعل مناهجنا سبباً في الإرهاب عند الآخرين .
إن (أسلوب) أدعياء الليبرالية في (فقه) الحرية يثبت أن لديهم بالفعل أزمة حقيقية في الوعي الحضاري على مستوى الفكرة الليبرالية والناحية الأخلاقية ، وملامح تلك الأزمة أنهم يعانون (ازدواجية) مقيتة بين (المبدأ والتطبيق) مع غيرهم في مجال تحقيق القيم الإنسانية والمبادئ الحضارية ، وهنا المأزق الذي تورطت فيه الليبرالية السعودية وقبلها العربية . فتجدهم يملئون العالم ضجيجاً عن (احترام الآخر) وهم لا يتورعون عن ذم المخالف لهم بسخرية واستهزاء ، ينادون بـ(حرية التعبير) وهم يرفضون ممارستها من قبل خصومهم ، يتهمون غيرهم بـ(الإقصاء) وهم يجيشون الدنيا لإقصاء من لا يقبل أفكارهم ، يطالبون برفع الوصاية الدينية عن المرأة وهم أكثر من يمارس هذه الوصاية بحقها .. وقس على ذلك كثير .
ودمتم بخير ...
محمد بن عيسى الكنعان ـ الرياض
أخوكم: محب القمم للتواصل:لمراسلتي دون أن أعرفك ، ولمناصحتي فالمؤمن مرآة أخيه اضغط هنـــــا واكتب ما أردت واضغط على say it وجزيت خيرا .
ابحث ، شاهد ، وأنت مطمئن200 ألف مقطع و15 موقع للفديو
اختيارات نختارها من الشبكة للأماجد عفو من الخاطر؛ تصافحه أبصاركم مجموعة بريدية كن معجبا rss
٢٤ شوال ١٤٣١ هـ
سلوك أدعياء الليبرالية في فقه الحرية !
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حياك الله ، يشرفني تعليقك .