أدركها الغرق | |||||||
2010-05-08 | |||||||
| |||||||
| لم تتوقف صرخات المدرية العامة للدفاع المدني - وتحذيراتها - للمواطنين والفضوليين من خطر الأمطار والسيول والأسلاك الكهربائية المكشوفة التي صعقت مقيماً مساء الأمطار الأسود ! في حين لم يصب عقلي بالشلل التام من التفكير في الدور الحقيقي والمناط بمصلحة الأرصاد وحماية البيئة بقيادة أميرها تركي بن ناصر، صاحب الترحيب الشهير بالمسائلة والمحاسبة العلنية عقب كارثة قويزة جدة ! ولأنه لا محاسبة حقيقيةً على أرض الواقع أو الخيال، فإن التصريحات الإعلامية لن يرتفع سعرها في سوق الخرافة المحلية بحالٍ من الأحوال ! ليغرق المواطن مع مركبته إن شاء الله، ويصعق الإنسان في مملكة الإنسانية، ويقف الفضولي على شرفات الأنفاق معطلاً السير ومغلقاً الممرات ! بالأمس شهدنا عاصفةً مطريةً هوجاء اقتلعت من قوتها الأشجار، وأغرقت أمطارها المركبات، وعطلت سيولها الطرق، وأغلقت تبعاتها المدارس والجامعات ! ولم أسمع أنا ولا غيري ركزاً لمصلحة الأرصاد وحماية البيئة صاحبة الموقع الإليكتروني المتعثر ! حتى إنني سألت نفسي وأنا أستمع للمذياع مساء هذا اليوم من المسؤول الحقيقي - في هذه الدولة - عن أحوال الطقس الدفاع المدني أم مصلحة الأرصاد ؟ والجواب عن هذه المعضلة الغريبة يلقي باللائمة المباشرة على الفلكي العارف بالله، وناصر الحق بالحق السميق، دكتورنا الفذ زعيق ! والذي تصيبك تصريحاته الغريبة وتحليلاته المثيرة بالجنون المطبق، على وجه الخصوص قوله : إن ما أصاب مدينة الرياض عبارة عن دورةٍ صيفيةٍ يسجل فيها جميع العاطلين عن العمل ! أقصد دورة تصيب المملكة كل 11 سنة ! في حين قال - قدس الله زعيقه - في تصريحٍ سابقٍ إن موجات الغبار التي تضرب المملكة سببها المباشر الحروب التي شهدتها المنطقة، والتي دكت مجنزرات الحلفاء القشرة الصحراوية الرقيقة فأحالتها كثيباً مهيلاً، ولم يجف مداد تصريحه الآنف ذكره حتى تلاه تصريح آخر عجيب بأن سبب الغبار دخول نجم الهنقعة على مسار هبنقة، فأثار عاصفةً هوجاء من الأتربة والغبار حدت من مدى الرؤية الأفقية لمشاريع النصب والنهب والضحك على ذقون الأنفاق الغارقة حتى أخمص قدميها في المحسوبيات والفساد ! ومن شاء مزيد اطلاعٍ على هذه خزعبلات الأخ الزعاق فليتابع ورقية تركي السديري ! البلد اللي ما فيها غير الفلكي الزعاق كخبيرٍ أوحدٍ في أحوال الطقس، وخبراء فرادى في الجماعات الإسلامية يتقدمهم فريد شوقي، وملوك للصحافة برئاسة الدينصور، وفنان عرب، ومفكر أوحد، وعميد في الأندية، وزعيم في الملاعب، وقناص وصقر وحمامة وغراب وبومة إلخ .... لا تنبت لنا غير الشوك، ولا تخرج سوى الفيضانات المتفجرة من أنفاق المركبات ! دفاعنا المدني مشغول هذه الأيام بإدارة دفة زوارق إنقاذه التي تصطاد الغرقى في حي النظيم ! آخر الأحياء البشرية في مدينتنا الطريفة الغريبة، والتي تحظى باهتمامٍ بالغٍ من قبل أمين مدينتنا الفذ ! راعي مهرجان الربيع ما غيره ! ما الذي يحدث بالضبط ؟! ما حدث بالضبط يكمن في تلك المقولة الساخرة المنسوبة لمقيمٍ مصري : ولما أنتوا معنكومش صرف صحي، بتصلوا استسقاء ليه ؟! نطلب الغوث من ربنا كي يرحم البشر والبهائم ولم يدر في خلد الموحدين أن في أمطارنا الحتف ! والملام لا محالة – في عرف الساسة - هو ذلك الكائن الحي الذي قيل قبل أشهرٍ إنه استوطن منطقةً عشوائية في مدينة جدة ! عشوائية ضمت جامعةً عريقةً، وطرقاً سريعةً، ومساكن حديثةً، ومراكز شرطٍ، ومدارس أطفال، ومساجد، وسجن عتيق ! وإذا أردنا إخفاء معالم جريمةٍ ألقينا باللائمة على مجهولٍ، والمجهول هنا لا يكمن في سوء التخطيط، وفداحة التنفيذ، وفساد المقاول، وضعف المراقبة، وانعدام المحاسبة ما خلا تصريحات الورقيات ! بل في تلك الكمية الهائلة من الغيث الذي لا يسعنا استيعابه ! غرقت الرياض كم غرقت جدة، واستوطن الغرق هذه المرة شمال المدينة ! الشمال الغني الثري، الشمال الذي تلامس فيه قيمة الشقة - من قبل فجار العقار - سقف الثلاثين والأربعين، لتغرق الشقة والمركبة بعدما استحكم حصار العمارة ! لك الله أيها المواطن، فالكل تمالأ عليك، فاجر عقارٍ، وسوء تصريفٍ، وبروبجندا مصلحة الأرصاد النائمة، وأعين الفضوليين من هواة توثيق المصائب ونشر الكوارث على قارعة الشبكة . أي ملهاةٍ في وجودنا الكئيب أقسى من دراما عبثيةٍ من بطولة مواطنٍ يائس، وإخراج مسؤولٍ فاسدٍ ؟! | |||||||
Facebook
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حياك الله ، يشرفني تعليقك .