٢٤ محرم ١٤٣١ هـ

هل سينال المنجد جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام ؟ ( مقال في غاية الروعة في سيرة عجيبة للمنجد )

بسم الله
%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%81%D8%AF.png
هل سينال المنجد جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام ؟
الأحد 10, يناير 2010

            

هل سينال المنجد جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام ؟

لجينيات ـ لا أذيع سرا إذا قلت : إن الشيخ محمد المنجد هو من دفعني لامتلاك أول جهاز لتشغيل الأقراص الصوتية mp3 !

و ذلك أني كنت شُغفت بمحاضراته و دروسه المتفردة ، و طرحه الذي لا نظير له ، فاجتمعت لدي أشرطته حتى ملأت عندي حيزاً كبيراً في المكتبة ، و كانت تأخذ مني جهدا في التصنيف و الفهرسة ، ناهيك عن ازدحامها في السيارة ، حتى ألهمني الله و رزقني بهذه التقنية ، فصرت أجمع ما يقارب من خمسين محاضرة في اسطوانة واحدة !

و قد يسأل المرء ما الذي يجعل الشيخ المنجد يتفرد بمثل هذه ا لمنزلة ؟

فأقول :

إن التنقيب في كتب من سلف ، و استخراج الدرر منها ، و بثها و نشرها ، يستطيعه الكثير ، و لكن ربط هذا بواقع الناس و ما استجد عليهم لا يستطيعه كل أحد !

لقد كان الشيخ سباقا لكل ما فيه خدمة الدين ، حتى أن موقعه العالمي : الإسلام سؤال و جواب ، كان من أوائل إن لم يكن أول موقع إسلامي في السعودية ! و قد افتتحه قبل دخول الشبكة العنكبوتية للسعودية عام 1996، حيث كان يعمل حينها على خطوط الاتصال القادمة من البحرين !

سأل أحدهم مرة : ما أفضل موقع إفتاء ؟ فأجبته : لن تجد مثل الإسلام سؤال و جواب ! لقد طغى هذا الموقع على جهود كثير من الهيئات العلمية و المجاميع الشرعية في العالم الإسلامي ، و صار أثره أبلغ منهم ، و وجوده في واقع الناس أكثر منهم ، بل قد سد ثغرة رهيبة ، و فجوة خطيرة في الإفتاء الشرعي الأصيل ، المبني على منهج السلف الصالح ، فأين تجد مجمعا فقهيا أو هيئة شرعية تفتي في حكم الترافيان ؟ كما فعل المنجد في الإسلام سؤال و جواب ؟ أو أفتى في أحكام الأقليات العجيبة و حوادثهم الغريبة في العالم ، أو المسلمين الجدد و ما يواجههم ، أو حتى فتاوى تتعلق بـ ( الماركات ) و الملابس المستحدثة و الشعارات و الرسوم و مقاصدها ، و فتاوى دقيقة في مكونات بعض الأغذية و تأثيرها على الحل و الحرمة ، و فتاوى تتعلق بمستجدات التقنية ، و أشياء أخرى كثيرة ، عندما تتصفح الموقع تقف أمامها مبهورا لأمرين :

القوة التأصيلية في الفتوى : كونها تعتمد على النصوص الشرعية ، ثم سوق أقوال الأئمة المعتبرين عبر التاريخ كله .

الإحاطة بالمسائل : و هو كما ذكرت ما عجزت عنه هيئات رسمية مدفوعة الأجر في العالم الإسلامي ! و يكفيك أن تعلم أن الفتاوى المؤصلة قد وصل تعدادها أكثر من 140 ألف فتوى ! و  هو ما يعجز عنه جيش من الباحثين مدفوعي الأجر ، و يقوم به الشيخ المنجد عبر موقعه محتسبا !

 لو قُدر لك أن ترسم خريطة الاستفتاءات من هذا الموقع ، فسترسم خريطة العالم ! و ذلك لأن الموقع يحتوي على تسع لغات ! و لا تسأل عن جهود الترجمة في هذا ! و معرفة أحوال المخاطبين !

 شيخنا الجليل يشرف على سبعة مواقع أخرى ! هي متفردة على الشبكة و ليست من الجهود المكرورة ، ينظمها موقع واحد اسمه : ( مجموعة مواقع الإسلام ) ، و يشمل : موقع الإسلام سؤال و جواب ، و موقع إمام المسجد ، و موقع المختار الإسلامي ، و موقع إسلام ميديا ، و موقع الإمام عبد العزيز بن باز ، و موقع رمضانيات ، و موقع نبي الإسلام ، و موقع الراصد .

إن تفرد الشيخ المنجد ، هو في مبادراته الدائمة للاستفادة من كل ما يستجد ، فتسمو همته و يتفتق ذهنه في كيفية تطويع التقنيات لخدمة الدين بشتى السبل .

فإذا كان كما سبق أول من افتتح موقعا إسلاميا في السعودية ، فهو كذلك كان مبادرا لاكتساح خدمات الهاتف الجوال ، بإنشاء خدمات ( زاد ) التي تحوي سبع باقات : هي : زاد الرئيسية ، و زاد الإنجليزية ، و زاد النسائية ، و زاد المربي ، و زاد طالب العلم ، و زاد الصوتية ، و زاد المرئية ، تبث كل يوم آلاف الرسائل المتعددة ، لمختلف الدول ، و تنشر الخير بين الناس بشتى السبل .

 و مع ذلك كله فترى تميزا عبر المحاضرات و الدروس ، فهذا الطرح و إن كان معتادا لدى الناس ، إلا أنه ليس كذلك في محتواه ، و هذا ما جعلني كما سبق أمتلك جهازا للأقراص الصوتية !

نظرة سريعة ، و جرد أسرع ، لذلك الكم الهائل الذي فاق 4500 ساعة ! من المحاضرات و الدروس ، لن تجد فيه إلا الإتقان في الطرح و الجودة في التأصيل و الإبداع في المحتوى ، فمن اليوم من يطرح قضايا الأسواق التجارية و الدعاية و الإعلان ، و آداب رسائل الجوال ، و أنفلونزا الطيور ، و إحياء التواصل بين أفراد الأسرة ، و سبق المسلمين لمهارات التفكير ، و تصورات إسلامية في وقت الحرب ، و الألعاب الإلكترونية ، و الرسوم المتحركة و التاريخ الهجري و الميلاد ، و حين كتابة هذا المقال يلقي محاضرة في الأحكام الشرعية عند الكوارث البيئية ! و أنا أكتب من الذاكرة و لا أستقصي و إلا  فغيرها كثير من العناوين في مختلف التصنيفات و الفروع و الفنون : الفقهية و العقدية , و الاجتماعية و النفسية و التربوية ، في الأخلاق و السلوك و التراجم ، في المذاهب و الأفكار ، إلى غير ذلك مما لا يمكن أن يجتمع عند أحد من المعاصرين بنفس الجودة كما هو عند : الشيخ محمد صالح المنجد !

و في الفترة الأخيرة كان للشيخ المنجد برنامج مباشر يُبث عبر 12 قناة في آن واحد ! و هي سابقة ليست لأحد .

إن التفرد و التميز و كثافة الإنتاج ليست سببا للضعف ، و عدم الإتقان ، هذا ما يؤسسه الشيخ المنجد .

هو يمتلك قناة مرئية تحوي أكثر من عشرين ألف مقطع  في youtube !

 http://www.youtube.com/almunajjid

و يمتلك أخرى لمجموعة زاد الإعلامية !

 http://www.youtube.com/zadGroup

و يمتلك أخرى في موقع مشاهد!

http://www.mashahd.net/playlists.php?UID=611

 و يمتلك حسابا في مجتمع المعرفة knol التابع لـ google !

http://knol.google.com/k/-/-/2344rncejpadn/0#knols

 و مع هذا كله فأنت تجد رزانة علمية ، و فقها أصيلا ، و رسوخا منهجيا ، لا تزعزعه التيارات و الهجمات ، على مر السنين التي لم يكن إنتاج الشيخ فيها يتوقف .

هذا الرسوخ الكبير جدا ، مع الإبداع الرائع جدا ، تجلى في أروع صورة ، و خرج في أبهى حلة ، عند قضية ( ميكي ماوس ) الشهيرة !

 خرج الشيخ المنجد في قناة المجد ليتحدث عن خطر الرسوم المتحركة على أطفال المسلمين ، تلك الرسوم التي ينتجها الكفار وفق عقائدهم و مذاهبهم ، و يستوردها من لا يرجون لله وقارا ، فيبثونها بعجرها و بجرها على المسلمين ، و ذكر الشيخ بفقهه العميق الثاقب أمثلة من هذا ، و من ذلك أنك تجد في مثل هذه الرسوم تصوير الخنزير بأنه كائن لطيف ! طيب ! فيغرس في نفس الطفل المسلم حبه ، أو أن ترى الكلب النجس يساكن أهل الدار و يلعب معهم و يصور كمثال للوفاء و التفاني ، أو أن ترى الفأر المستقذر كمثال للشجاعة و الذكاء  ، كما يصوره ( توم جيري ) أو ( ميكي ماوس ) ! فينشأ حب الطفل المسلم لمثل هذه الحيوانات المستقذرة ، ثم ختم الشيخ حديثه على وجه الطرفة و إثبات المفارقة العجيبة فقال : و قد ذكر الرسول صلى الله عليه و سلم الفأر من الفواسق التي تقتل في الحل و الحرم ، يعني ميكي ماوس هذا يقتل في الحل و الحرم !

فما كان من المنافقين الذين يتربصون في الذين آمنوا و يتبعون سنن اليهود في تحريف الكلم عن مواضعه ، إلا أن قاموا ببتر الكلام و تركوا حديثه عن قتل ميكي ماوس !

ثم بعثوا بها إلى وسائل الإعلام الغربية ليشاهدوا – زعموا – العنف الإسلامي ، و الإرهاب الإسلامي ، مع أن الكفار و الغربيون أنفسهم قد سجلهم التاريخ في صفحات مصاصي الدماء !

 لكن كيف كان رد المنجد !

لقد رفضت ديانة المنجد و ورعه – و لا نزكي على الله أحدا – أن يُؤتى الإسلام من قبله ، فهبّ لا دفاعا عن نفسه ، و لم ينطق بكلمة ليدافع عن رأي أو كلمة ، بل عن الدين الذي اُستنقص ، و رفض التوضيح من خلال وسائط و شفعاء ،فكان أن خرج بنفسه في مقطع فيديو يتحدث فيه الإنجليزية بطلاقة ، ليوضح حقيقة الإسلام و يدعو الغرب للإسلام !

http://www.youtube.com/watch?v=yjD6rUyESuk

و من كان يتصور أن ذلك الشيخ الرزين ، ذي المنهج المتين ، يجيد الإنجليزية بهذه الطلاقة و لا يفاخر بها كحالة المتخاذلين التابعين لسنن الكفرة ، في كل مقال يكتبونه و لقاء يجرونه !

 و الربانية و الإخلاص تظهر في الهجمة الحديثة لإسقاط لا أقول الشيخ المنجد ، بل جهود الشيخ المنجد التي شرق بها المنافقون و الزنادقة ، ففي خضم هذه المعمعة ، و الجعجعة ، لا ترى للمنجد ردا على من انتقصه أو شتمه ، متأسيا – نحسبه كذلك – بالأنبياء الذين أوذوا في ذات الله ، فما زادوا على الصبر لنيل مرضاة الله .

 و هو مع هذا كله ، بدروسه و محاضراته ، و برامجه في الإعلام و الإذاعة ، و مواقعه المتعددة ، و خدمات الهاتف المحمول ، و غير ذلك ، هو رغم هذا كله ، إمام و خطيب راتب ! و يعجب المرء حقيقة عن البركة في مثل هذا الوقت ، و لكنه فضل الله .

لقد كان من الفراسة الإيمانية ، و الهبة الربانية ، و الاصطفاء الإلهي ، أن كان من اكتشف مثل هذه القدرات العظيمة و وجهها هو شيخنا الإمام : ابن باز رحمه الله !

 و قد ذكر هذا المنجد نفسه حين سئل في محاضرة له بعنوان : لا تزال كلماته في أذني ، فسئل : من الذي أثر في الشيخ المنجد بكلماته ؟ فذكر باختصار – و أنا أكتب من الذاكرة - : أنه كان يتردد على ابن باز لسؤاله عن بعض المسائل ، فسأله الشيخ عن اسمه ، ثم أمر كاتبه أن يوجهه لمكتب الدعوة في الخبر و أن يكون إماما و محاضرا و خطيبا ! و هذا ما حصل و جنت الأمة ثمرته ، فلا حرم الله ابن باز الأجر ، فقد أسدى للأمة رجلا متفردا بحق ، فكان من وفاء المنجد لشيخه أن أنشأ موقعا خاصا له بعد موته .

لا يمكن الإحاطة بمثل هذه الجهود ، و أنا لست على اتصال بالشيخ و لم تكتحل عيناي برؤيته على الحقيقة إلا في محاضرة كل زمن و زمن يلقيها الشيخ في مدينتي ، و لذلك فأنا أكتب مثل هذه الحروف و أنا متابع بنهم لمثل هذا النتاج الضخم ، من طاقة و قدرة ، و موهبة فذة بذلت و لا زالت لخدمة الإسلام ، رغم أنها لم تتربع على عرش منصب رسمي ! بل هذه الذخيرة الرهيبة هي نتاج جهد تطوعي ، أسأل الله أن لا يحرمه أجره ، و يجمعني به في الفردوس الأعلى .

و إن كانت الجوائز العالمية الإسلامية ، تُعطى لمن بذل لخدمة الدين و كان أهلا لها ، و كانت هذه الجوائز متجردة من أي اعتبارات سياسية أو مناصب رسمية أو غيرها ، ، فلا و الله لا تشرف إلا بمثل هذا الشيخ الجليل : محمد صالح المنجد ، الذي كنت دوما ما أقول لأقراني : إنه الشيخ الذي لم يُعرف حقه بعد !

 و آن لنا أن نكرمه ، لا لأنه يريد ذلك قطعا ، و لكن لنقول للأجيال و الدعاة و العلماء : إن المنجد في عمله و تفانيه و رسوخه مع إبداعه و تجدده ، قدوة ، فليعمل العاملون .

فهل ينظر أرباب الجوائز لمثل هذا التراث الذي لا يوازيه فضلا عن أن يدانيه تراث بعض المؤسسات الرسمية ، و الهيئات الشرعية ، و ينزلوا الناس منازلهم ، و يقدروا الأمر حق قدره ؟

أيها الأحبة : إن الشيخ المنجد لوحده ترسانة إسلامية .

بدر الغامدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياك الله ، يشرفني تعليقك .

أعجبني