٢٧ محرم ١٤٣١ هـ

محاكمة الشيخ البراك

بسم الله


%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%81%D8%AF.png


محاكمة الشيخ البراك
الأربعاء 13 يناير 2010
12:34 م
​عالم رباني وشيخ فاضل, قضى حياته في تعلم وتعليم كتاب الله تعالى, والعلوم الشرعية ,والعقيدة الصحيحة, تخرج على يديه فئام من طلبة العلم, ومشائخ فضلاء من أنحاء المعمورة؛ رفع رآية التوحيد, وحارب الشرك والبدعة, لاتأخذه في الحق لومة لائم, محارب للرذيلة, ومناصر للفضيلة؛ قوام صوام عابد لله تعالى, حياته لله وبالله, شهد له كل من عرفه بالزهد والفضل والتقوى,  ماإن أفتى حول ماتنوي وزارة التعليم العالي القيام بترجمته لعدد من روايات لكتابٍ سعوديين, وتصديرها إلى الغرب, ليعرضوا عليهم رذائل ليسوا في حاجتها, وأفكار شاذة هم من أطلقها_بل تعد من قديم منتجاتهم_ وإنما من باب تلميع الوجوه الكالحة, والتذلل بمايرضيهم, وتقديم تنازلات أكثر تعد في إطار ثقافة الهزيمة, وإعجاب المغلوب بالغالب, والعيش على يديه ورجليه, وفتات موائده, وردي منتجاته؛ وهذه عادة في المنافقين وأصحاب الشهوات والشبهات منذ أزل؛ وحالهم قد بينه الله تعالى في كتابه الكريم, وبينه النبي عليه الصلاة والسلام, حتى لم يعد يخفى على أحد مهما تدثروا بدثار شرعي, ولمّعوه بمنهج علمي, وأولوه بأدلة من تلبيس الحق بالباطل؛ فالعبرة بالمنهج الصحيح السليم, الذي تقبله النفوس, وتطمئن له القلوب؛ أقول : ما إن أفتى الشيخ بهذه الفتوى حتى تناقلت المواقع الالكترونية أنباء عن نية هؤلاء الدشير في رفع دعوى ضد الشيخ ومحاكمته؛ والانتصار لأنفسهم وحرية الكلمة التي يزعمون, ولا أعلم ماهي فحوى هذه الدعوى؟ هل سيقولون أتهمنا بالفسق والفجور؟ هل سيقولون أتهمنا بالإنحلال؟ هل سيقولون أتهمنا بالزندقة والترويج لأفكار إلحادية؟ ماذا سيقولون؟ وماذا سيدعون؟ وعن أي شيء يبحثون؟ وإلى أي محكمة سيتجهون؟ وإلى أي شرع ٍ سيحتكمون؟ . 

إنهم سيجدون أمامهم محكمة تحكم بالشرع الذي أفتى في ضوء العلامة البراك, وسيجدون قضاة درسوا على يديه, وسيجدون نظاماً قضائاً يتحاكم إلى الكتاب والسنة. ماذا لو قيل لهم البينة على المدعي واليمن على من أنكر؟ ماذا لو قيل لهم هات ماكتبت يداكم؟ هات منهجكم الذي سرتم عليه؟ ماذا تعنون من هذه العبارة وهذه الجملة؟ أي رسالة ستبلغونها المجتمع؟ على أي شيء سيتربى من قرأها من الشباب؟ هل ستدفعهم للفضيلة أم إلى الرذيلة؟ هل يوجد فيها خلق واحد فاضل يحكي واقع المجتمع المسلم؟ هل فيها مايفيد تلك المجتمعات الكافرة ويدعوهم للإسلام؟ هل هذه رسالتنا الحضارية للعالم؟ .

إن المقام سيطول بهم, وماخلتهم سيجرؤن على هذه الخطوة إلا حين يجدون محاكم على غير شرع الله_ ولن تكون بمشيئة في هذه البلاد_, سيخالفون منهجهم في حرية الرأي, ويصبحون أشد تطرفاً وديكتاتورية من غيرهم, فقد حاكموا من عبَّر عن رأيه, وهنا سينقضون هذا المنهج الذي يتجملون به في كسب قلوب المراهقين والسذج, والتلبيس على المسؤولين .

إن التناقضات ستكون رآيتهم, والكذب والتدليس مطيتهم, والجدل بالباطل ديدنهم, والبحث عن مخارج طبيعتهم.
في نهاية المطاف ستحترق أوراقهم, وتكسر شوكتهم, ويزدادون رهقاً إلى رهقهم, وظلمة إلى ظلمة, وهكذا حال من حادَّ الله ورسوله, وسعى في نشر الرذيلة, ومحاربة أهل الفضيلة .

إن مثل هذا الحدث وغيره مما يكون ضد العلماء وأهل الصلاح, والمؤسسات والهيئات الخيرية, يجب أن ينظر له في سياقه, من حيث تبدل الغايات والأهداف, والأفكار والأحوال, وتأمله من جانب شرعي, فيما سيكون في آخر الزمان من نطق الرويبضة, وتأمين الخائن, وتخوين الأمين, وتكذيب الصادق, وتصديق الكاذب, وسب أهل الدين وتعظيم الفساق, والتباهي بفعل المنكر, والتواري بفعل الخير .

لنرفع رآية (قد نبأنا الله من أخباركم ..) ونعتمد على المنهج الرباني في محاربة المنافقين, من خلال الكتابة في الصحف والمواقع الإلكترونية, وبيان الحق ونصرة أهله, ودحر الباطل ومحاربة أهله, وفق منهج علمي رصين, من تناول أقوالهم وأفعالهم وتفنيدها, وقرعهم وقذعهم, كما كان يرى العلماء في أحوال أهل الكلام, من ضربهم بالنعال, والتنكيل بهم في الأسواق, ورجمهم بمايزري بقيمتهم, ولاينكأ بأجسادهم.

ولابد أن يلقى أهل الصلاح في هذا الطريق أذى كثيراً, فعليهم بالصبر, وترك الانشغال بجزئيات فقهية, أو مسائل واجتهادت شخصية, يفرح العدو بتنازع أهل الحق حولها, وتفرقهم من أجلها, وعليهم بالتعاون على البر والتقوى في مواجهة طوفان يعصف بالناس من حولنا وهاهي طلائعه نراها في جميع الاتجاهات .
إذا لم نحارب المنافقين باللسان, سيجتاحنا الكفار بالسنان .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياك الله ، يشرفني تعليقك .

أعجبني