٢٤ شوال ١٤٣١ هـ

سلوك أدعياء الليبرالية في فقه الحرية !


                    




بسم الله الرحمن الرحيم




22%D8%B3.png

اختيارات نختارها من الشبكة للأماجد





ليس دفاعاً عن الأحمد ..

 

سلوك أدعياء الليبرالية في فقه الحرية !

 

لا أعرف الشيخ الدكتور يوسف الأحمد بشكل شخصي فلم ألتقيه يوماً ، أو أتحدث إليه ، أو أتواصل معه ، إنما أعرفه شخصية ً عامة لها حضورها الصاخب في الإعلام بآرائها الجريئة ومواقفها الدينية ، التي قد نتفق معها أو نختلف ، لكنها تستثير بشكل خاص ما يسمى بـ(التيار الليبرالي) من كتاب وإعلاميين ومثقفين ، بدلالة ردود أفعال هذا التيار على خبر مشاركة الشيخ الدكتور يوسف الأحمد في تأليف كتب (الفقه والسلوك) للصف الأول ابتدائي ، فقد طارت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية ذات التوجه الليبرالي بهذا الخبر ، وكأنها تستنكر هذه المشاركة ، لأن الشيخ الأحمد حسب ميزانها مثير للجدل ومن أصحاب الآراء المنفرة وغير ذلك ، ما يشير إلى رفضها أن يكون ضمن فريق علمي ـ حتى لو كان أكاديمياً ـ للمساعدة البحثية أو المشاركة المعرفية في تأليف كتاب تربوي .. لماذا ؟

لأجل حماية الأجيال من أفكاره ، التي يراها ـ البعض الليبرالي ـ متطرفة ، وبسبب مواقفه التي يعتبرها متشنجة ، لأنها تقوم على فكرة محورية هي (رفض الاختلاط وممارسة الاحتساب) . هكذا تجاهل أدعياء الليبرالية ، القيم الإنسانية التي جعلتها الليبرالية الغربية معركتها التاريخية وثمرتها الحضارية ، وارتباطها بالحقوق الكبرى للإنسان الفرد مهما كان دينه أو عرقه أو لونه أو فئته ، وهي (الحرية ، الاختيار ، الاستقلال) وما ينضوي تحتها من مبادئ سامية كاحترام الآخر ، والمشاركة الحضارية ، والمسئولية . فأين الليبرالية التي يتشدقون بها ؟ أين ما تعلموه على موائد فلاسفة التنوير الغربي ؟ أين المعاملة بالمثل ؟ أين كل هذا ؟ انتهى في لحظات .. لأن هذا الفرد هو (يوسف الأحمد) ، ولأن منطلقه ديني .

المضحك وشر البلية ما يُضحك .. أن أدعياء الليبرالية لا يملكون منهجية واضحة في التعاطي مع المواقف والأحداث التي يرفضونها ، فمنهج التعامل الواقعي أن لا تنتقد مشروعاً معيناً قبل أن تطلع على محتواه ، وتتحقق من مدى تطابقه مع رأيك أو تعزيزه لوجهة نظرك أو إثباته لفكرتك .

فالكبار هم من يناقشون (الأفكار) ، والصغار هم من يناقشون (الأسماء) ، وبينهما من يناقش (الأخبار) !

فلا عليك  من اسم يوسف الأحمد أو غيره ممن تعتبره إسلامياً متطرفاً ، سواءً تصدّر قائمة المؤلفين أو كان ضمن المشاركين في تأليف الكتاب أم لا ؟ المهم أن تتفحص الكتاب وتحاول رصد المخالفات التربوية ، التي يرفضها الدين والعقل والمجتمع . وبهذا تكون قد برهنت على ما تقول . لأن رفض الاسم بناءً على توجه فكري معين يعني أن من حق أصحاب التيار الديني ـ مثلاً ـ محاربة أي اسم يخالف توجههم الفكري والعمل على إقصائه لو وُجد على كتاب تربوي ، وبنفس الحجة ، التي قال بها الليبراليون وهي (حماية الأجيال من أفكاره المتطرفة) عن الدين لصالح التغريب مثلاً  .

فضلاً عن أن (الفلسفة الليبرالية) ، التي ينطلق منها أولئك الأدعياء تقول بحق الأحمد وغيره مادام سعودياً ويحقق الشروط الموضوعة للمشروع أن (يشارك) ويؤلف أيضاً ، خاصة ً أن مشروع تأليف الكتاب يمر بمراحل مراجعة وتعديل وهو بالأخير عمل في إطار النظام الحكومي الذي تمثله الوزارة . هذا من جهة ومن جهة ٍ أخرى يبدو أن الموقف الفكري الذي يبديه الليبراليون تجاه الأحمد ينطلق من رفض أفكاره ومواقفه المتعلقة بالاختلاط والاحتساب . مع أنها في المعيار الليبرالي مقبولة مادامت لا تخالف النظام أو تخترق القانون . السؤال الافتراضي : كيف سيكون موقف الليبراليين من وجود اسم الشيخ الأحمد ضمن فريق تأليف كتاب (الفقه والسلوك) لو لم يُعلن الشيخ الأحمد عن أفكاره ويتخذ مواقفه بشأن الاختلاط والاحتساب ، كون انضمام الشيخ لفريق التأليف سابق لإعلان أفكاره التي بسببها يحاربه الليبراليون اليوم ؟ أترك الإجابة للواقع الذي يقول إن الليبراليين لن يهتموا بالكتاب لأن قياسهم مرتبط بالأسماء وليس المحتوى أو الأفكار . إن ما قيل وكُتب بشأن خبر وجود اسم الشيخ الأحمد على ذلك الكتاب التربوي يجعلك تتصور أن الشيخ هو سبب تردي المستوى التعليمي لدينا ، وأنه هو من جعل مناهجنا سبباً في الإرهاب عند الآخرين . 

إن (أسلوب) أدعياء الليبرالية في (فقه) الحرية يثبت أن لديهم بالفعل أزمة حقيقية في الوعي الحضاري على مستوى الفكرة الليبرالية والناحية الأخلاقية ، وملامح تلك الأزمة أنهم يعانون (ازدواجية) مقيتة بين (المبدأ والتطبيق) مع غيرهم في مجال تحقيق القيم الإنسانية والمبادئ الحضارية ، وهنا المأزق الذي تورطت فيه الليبرالية السعودية وقبلها العربية  . فتجدهم يملئون العالم ضجيجاً عن (احترام الآخر) وهم لا يتورعون عن ذم المخالف لهم بسخرية واستهزاء ، ينادون بـ(حرية التعبير) وهم يرفضون ممارستها من قبل خصومهم ، يتهمون غيرهم بـ(الإقصاء) وهم يجيشون الدنيا لإقصاء من لا يقبل أفكارهم ، يطالبون برفع الوصاية الدينية عن المرأة وهم أكثر من يمارس هذه الوصاية بحقها .. وقس على ذلك كثير .

ودمتم بخير ...

 محمد بن عيسى الكنعان ـ الرياض






أخوكم: محب القمم                         للتواصل:  
لمراسلتي دون أن أعرفك ، ولمناصحتي فالمؤمن مرآة أخيه اضغط هنـــــا واكتب ما أردت واضغط على say it وجزيت خيرا .


ابحث ، شاهد ، وأنت مطمئن
200 ألف مقطع و15 موقع للفديو

اختيارات نختارها من الشبكة للأماجد
عفو من الخاطر؛ تصافحه أبصاركم
مدونة       
مجموعة بريدية
كن معجبا
rss

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياك الله ، يشرفني تعليقك .

أعجبني