صحيفة حرف - خالد الشجاع :- تحت إشراف المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بشمال الرياض يقيم جامع عثمان بن عفان - رضي الله عنه -بحي الوادي ملتقى كلنا دعاة إلى الله بداية من يوم الجمعة القادم 17/4/1431هـ ولمدة 6 أيام فقط ،وإليكم جدول المحاضرات :- |
٣١/٠٣/٢٠١٠
ملتقى كلنا دعاة إلى الله بداية من يوم الجمعة القادم ولمدة أسبوع
وهل للمبتور ( ولد الأمير ) توبة ؟! د.عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
وهل للمبتور ( ولد الأمير ) توبة ؟!
د.عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
بسم الله الرحمن الرحيم
أراد أحد خطباء مصر أن يمدح واحداً من أمراء مصر , لما أكرم طه حسين ( الأعمى ) , فقال الخطيب : " جاءه الأعمى , فما عبس في وجهه وما تولى " ! فما كان من الشيخ محمد شاكر - والد العلامة أحمد شاكر- إلا أن قام بعد الصلاة , يعلن للناس أن صلاتهم باطلة , وعليهم إعادتها , لأن الخطيب كفر بما شتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
يقول العلامة أحمد شاكر : " ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا , قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى , فأقسم بالله لقد رأيته بعينيّ رأسي بعد بضع سنين , وبعد أن كان عالياً منتفخاً , مستعزاً بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء , رأيته مهيناً ذليلاً , خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة , يتلقى نعال المصلين يحفظها , في ذلة وصغار , حتى لقد خجلتُ أن يراني , وأنا أعرفه وهو يعرفني , لا شفقة عليه , فما كان موضعاً للشفقة , ولا شماتة فيه , فالرجل النبيل يسمو على الشماتة , ولكن لما رأيت من عبرة وعظة . " ( كلمة الحق صــ 176 , 177) .
فأين تقع مقالة خطيب مصر من زندقة كاتب ( الوطن ) , لماّ تفوه بالكفر الصراح , ونطق بردّة مغلظة , وزندقة صلعاء , إذ وصف ذاك البغيضُ حديثاً صحيحاً صريحاً بالوحشية !!
وهل يمكن لذاك الحقير أن يطلق وصف الوحشية على كلامٍ لوزير الإعلام مثلاً فضلاً عمن فوقه ؟!
ولما كتب عبد الله السعد - أحد الوزراء في أول حكومة الملك فيصل - مقالاً - سنة 1385هـ - وصف فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه الكرام بالبداوة , فتصدّى له العلامة حمود التويجري بردّ وجيز , وقدّم له سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ .
فكان مما قاله العلامة حمود - رحمه الله - :
" أما يخشى عبد الله السعد أن يكون مرتداً عن الإسلام من أجل استخفافه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وإزرائه به , وبالمهاجرين والأنصار وهو لا يشعر .
فقد ذكر ابن حجر الهيتمي في كتاب الزواجر أن من استخف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - أو استهزأ به , بشئ من أفعاله , أو ألحق به نقصاً في نفسه , أو نسبه أو دينه , أو فعله , أو عرّض بذلك أو شبهه على طريق الإزراء أو التصغير لشأنه , أو الغض منه أنه يكفر إجماعاً . انتهى كلام الهيتمي
ولا يخفى ما في كلام عبد الله السعد من الاستخفاف بالرسول - صلى الله عليه وسلم - , والغض منه والتصغير لشأنه .
وإنّا نتحدى عبد الله السعد أن يقول في الملك عبد العزيز , أو ابنه فيصل أنه بدوي وأن الأسرة المالكة بدوٌّ , وينشر ذلك في الجريدة حتى يرى ماذا يكون جوابه .
فيجب على ولي الأمر - أيّده الله - أن يذبّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , وينتصر له أعظم مما ينتصر لنفسه ووالديه والناس أجمعين .
ولا يجوز العفو في مثل هذا , لأنه حق للغير , بل حقٌّ لأفضل الخلق , و إنما يجوز للمرء العفو في حق نفسه . " ( الانتصار على من أزرى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين والأنصار صــ10 , 11 = باختصار ) .
وعلى كلٍّ فقد اندرس الوزير , وصار أثراً بعد عين , كما تلاشى خطيب مصر رهين الأحذية , والمذكور في ذيل هذه القافلة المتعثرة , ومن سار على الدرب وصل .
ظهرت – من خلال واقعة زندقة ولد الأمير – إرهاصات ومقدمات البتر والخذلان والهوان الذي اكتنف هذا المنكوس .
وصدق الله - تعالى - إذ يقول : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ{3} } الكوثر , فأخبر - سبحانه - أن شانئ ومبغض الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الأبتر , والبتر القطع , فبيّن - سبحانه - أنه هو الأبتر بصيغة الحصر والتوكيد , ومما سطّره ابن تيمية بشأن هذه الآية الكريمة الجامعة : " إن الله - سبحانه - بتر شانئ رسوله من كل خير , فيبتر ذكره , وأهله , وماله , فيخسر ذلك في الآخرة , ويبتر حياته فلا ينتفع بها , ولا يتزوّد فيها صالحاً لمعاده , ويبتر قلبه فلا يعي الخير , ولا يؤهله لمعرفته و محبته , والإيمان برسله , ويبتر أعماله , فلا يستعمله في طاعة , ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصراً , ولا عوناً.. " ( مجموع الفتاوى 16/526 = باختصار ) .
الذب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من آكد الواجبات , و أجلّ القربات , والتطاول على مقامه الشريف أشنع الموبقات , وأشد المهلكات , فما بقاء الأمة بعد شتم نبيها - صلى الله عليه وسلم - ؟! وعلينا أن نبذل الغالي والنفيس في الذب عن حرمة سيّد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - , وأن تحرّك الأحوال الإيمانية , وما تستلزمه من مواقف عملية واحتسابية تجاه كل من انتقص نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - , و الذي هو أعظم نعمة أنعم الله بها على البشر مطلقاً , فقد فتح الله به أعينا عمياً , وآذاناً صمّاً , وقلوباً غُلْفاً .
ورحم الله أبا العباس ابن تيمية إذ يقول : " فإن الكلمة الواحدة من سبّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تحتمل بإسلام ألوف من الكفار , وَلأَن يظهر دين الله ظهوراً يمنع أحداً أن ينطق فيه بطعن أحبُّ إلى الله ورسوله من أن يدخل فيه أقوام وهو منتهك مستهان " ( الصارم المسلول على شاتم الرسول 3/939 ) .
وما أروع ما حرره السبكي - رحمه الله - في مطلع كتابه " السيف المسلول على من سبّ الرسول " , فقال عن سبب تصنيفه : " وكان الداعي إليه أن فتيا رفعت إلىّ في نصراني سبّ ( النبي - صلى الله عليه وسلم - ) ولم يُسلِم , فكتبتُ عليها , يقتل النصراني المذكور , كما قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - كعبَ بن الأشرف , ويُطهر الجناب الرفيع من ولوغ الكلب .
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراق على جوانبه الدم
- إلى أنه قال - وليس لي قدرة أن أنتقم بيديّ من هذا الساب الملعون , والله يعلم أن قلبي كاره منكر , ولكن لا يكفي الإنكار بالقلب ها هنا , فأجاهد بما أقدر عليه من اللسان والقلم , وأسأل الله عدم المؤاخذة بما تقصر يدي عنه , وأن ينجّيني كما أنجى الذين ينهون عن السوء , إنه عفو غفور " ( السيف المسلول صـ 13, 14 ) .
وها هو ابن عابدين الحنفي يقول - عن شقي استطال على خاتم المرسلين - - صلى الله عليه وسلم - : " وإن كان لا يشفي صدري منه إلا إحراقه وقتله بالحسام " ( رسائل ابن عابدين 1/293 ) .
- أجمع العلماء على كفر شاتم الرسول - صلى الله عليه وسلم - , وقد حكى الإجماع كثير من أهل العلم , ونقتصر على مثال واحد , فقد قال القاضي عياض : " اعلم - وفقنا الله وإياك - أن جميع من سبّ النبي - صلى ا لله عليه وسلم - , أو عابه , أو ألحق به نقصاً في نفسه , أو نسبه , أو دينه , أو خصلة من خصاله , أو عرّض به , أو شبّهه بشئ على طريق السبّ له , أو الإزراء عليه , أو التصغير لشأنه , أو الغضّ منه , والعيب له , فهو سابّ له , والحكم فيه حكم السابّ ...
وهذا كله إجماع من الصحابة و أئمة الفتوى من لدن الصحابة - رضوان الله عليهم - إلى هلم جرا .
- إلى أن قال - ولا نعلم خلافاً في استباحة دمه , وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره " ( الشفا 2/932, 933 = باختصار ) .
فهل بعد هذا يسوغ التغاضي والسكوت عن زندقة هذا المأفون المهين ؟!
- جمع ذاك البغيض رعونة وحمقاً , وزندقة صلعاء , وردة مغلّظة , كما جمع تلوناً مكشوفاً , وروغاناً ممجوجاً .
وما دعواه أنه تاب إلا كذب وتمويه , وتلبيس وتدليس .
فالواقع المشاهد أنه لم يتب صراحة عن مقالته الشوهاء , ولو تاب ذاك المهين فإن العلماء المحققين قد قرروا أن ساب الرسول - صلى الله عليه وسلم - يُقتل و لايستتاب , كما بسطه وحرره ابن تيمية في الصارم المسلول ( 3/549-952 ) ومن ذلك قوله - رحمه الله - : " وكل جرم استحق فاعله عقوبةً من الله إذا أظهر ذلك الجرم عندنا وجب أن نعاقبه ونقيم عليه حدَّ الله , فيجب أن نبتر من أظهر شنآنه - صلى الله عليه وسلم - وأبدى عداوته , وإذا كان ذلك واجباً وجب قتلُه , وإن أظهر التوبةَ بعد القدرة , و إلا لما انبتر له شانئ بأيدينا في غالب الأمر , لأنه لا يشاءُ شانئ أن يظهر شنآنه ثم يُظهر المتاب بعد رؤية السيف إلا فعل , فإن ذلك سهلٌ على من يخاف السيف " ( الصارم المسلول 3/863 ) .
- وأخيراً فإن حماقات هواة الأقلام وتوثبهم على الشرع المنزَّل , وعدم إخضاعهم للقضاء الشرعي , كان سبباً ظاهراً في وقوع هذه الطوام ونظائرها.. فإن كان المذكور له " امتياز " بأن يحاكم إلى غير شرع الله - تعالى - , فما يصنع بجيفته ؟! فهل يدفن في مقابر المسلمين وقد تلبّس بهذا الجرم الشنيع ؟ أم يخصّ بمقبرة تلائمه وأشباهه ؟ ومما يحسن ذكره ها هنا ما وقع سنة 1933م في بلاد تونس , فقد حكى الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه الله - أن أهل الإسلام في تونس منعوا المتجنسين بالجنسية الفرنسية من دفن موتاهم بين المسلمين في مقابرهم , لأنهم مرتدون عن الإسلام بما تقتضيه الجنسية الفرنسية من التزواج والتوارث بأحكام القانون الفرنسي المخالف لنصوص القرآن والسنة مما هو مجمع عليه معلوم من الدين بالضرورة , فأرادت الحكومة الفرنسية إجبار المسلمين على دفنهم في مقابرهم , و ظاهرها بعض المنافقين على هذا فخاب سعيها وعجزت قوتها عن ذلك , وانتهى الأمر بإنشاء مقبرة خاصة بهؤلاء المرتدين المصرّين على كفرهم . ( انظر : فتاوى محمد رشيد رضا 6/2540 ) .
وهكذا فإن الخروج على الرسالة المحمدية لا يعقبه إلا تفرّقاً وتشرذماً , ولا يخلف إلا ظلمة ونكداً , فالدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة المحمدية , وكذلك العبد ما لم تشرق في قلبه شمس الرسالة , ويناله من حياتها وروحها فهو في ظلمة , وهو من الأموات .
والله حسبنا ونعم الوكيل,,,
المكتبات الاسلاميه على الشبكة
المكتبات الاسلاميه على الشبكة
مشاركة: hassansawalma1 | الجمعة, 2010/03/26 - 6:22مساءً عدد القراء: 69
ظهرت المكتبات الالكترونية المختلفه والمتنوعه باختلاف صيغ الكتب الموجودة فيها وانواع الكتب ولاغراض المرجوه منها .
وسوف اتحدث هنا عن المكتبات الاسلاميه..
بسم الله الرحمن الرحيم
مع التقدم الكبير اللذي حصل بسبب الانترنت وتقنيات الكتابة الالكترونيه وتحويل المعلومات
الى كتب وملفات الكترونية سهلة النقل والتحميل والتنزيل .ظهرت المكتبات الالكترونية المختلفه
والمتنوعه باختلاف صيغ الكتب الموجودة فيها وانواع الكتب ولاغراض المرجوه منها .وسوف اتحدث
هنا عن المكتبات الاسلاميه جزى الله القائمين عليها كل خير عسى ان يسهل الله لنا بها طريقا الى الجنه
ابدا اولا بذكر اضخم الكتبات الاسلاميه ومميزاتها:
مميزاتها:
-تعتبر الكتب فيه موثوقه حيث انه تحت اشراف وزارة الاوقاف السعوديه
-امكانية البحث داخل الكتب
-الا انه لا يمكن تحميل الكتب الا على شكل اجزاء
مميزاتها:
-مكتبة ضخمة تحوي الافا من الكتب
-لا تعتبر موثوقه لدرجة مكتبة موقع الاسلام
-لا يمكن تحميل الكتب الا على شكل اجزاء
-تمتاز بخاصية تخريج اي حديث داخل الكتب بمجرد وضع المؤشر على الحديث اينما ورد
المكتبه الاضخم والاوسع وتمتاز بما يلي:
-امكانية تنزيل المكتبه كامله او اي عدد ترغب من الكتب
-امكانية التصفح بدون تنزيل
-امكانية اضافة كتبك الخاصة وتحويلها الى امتداد المكتبهbok
-امكانية المشاركة مع فريق عمل المكتبة واضافة الكتب من هن www.ahlalhdeeth.com
-تحميل برنامج المسوعه مع الشرحhttp://islamport.com/ms.html
_الا انه يجب التاكد من مصدر الكتاب داخل الموسوعه قبل تصفحه
مكتبة ضخمه من مميزاتها:
-تعتبر موثوقه تقريبا
-لا يمكن تحميل الكتب الا جزئيا
مكتبات اخرى:
ايجابيات المكتبات الالكترونيه:
-الحصول على الاف الكتب مجانا
-الحصول على الكتب في اي مكان في العالم وفي كثير من الاماكن اللتي لاتتوفر فيها
-امكانية ارسالها واستقبالها بسهوله
-امكانية البحث فيها والطباعة والاقتباس
سلبياتها:
-غير موثوقة كالكتب العادية لامكانية التعديل عليها .طبعا الحل هنا في معرفة المسؤؤل عن
الموقع والجهة المشرفة عليه.كما ان الكتب المصورهpdf هي الافضل من هذه الناحيه
-قراءتها متعبه للنظر طبعا الحل ممكن من خلال اجهزة القراءه مثل kindle
*امكانية تصفحها في الجوالات عبر تحويلها الى صيغة txt وقراءتها في برنامج note.اما الجوالات
الحديثه فعبر برامج القراءة مثلqrader
-للتحويل بين صيغ الملفات المختلفه
ارجو ان اكون قد وفقت في طرح الموضوع ولا مانع عندي من الاجابة عن اي استفسارات
وفوق كل ذي علم عليم ..ودمتم بخير
٣٠/٠٣/٢٠١٠
سيول طبرجل تبتلع السيارات وفزعة المواطنين تنقذ عائلة من الغرق
الدفاع المدني يعلن حالة الطوارئ..
سيول طبرجل تبتلع السيارات وفزعة المواطنين تنقذ عائلة من الغرق
فزعة المواطنين وحضور الدفاع المدني ينقذ عدد من الاسر
طبرجل – هايل الشراري
ابتلعت السيول - التي اجتاحت طبرجل وتحرك معها شعيب الاعيلي بمستوى لم يعهد الاهالي من قبل - سيارة تقل عائلة الامر الذي دفع عدداً من المواطنين للمبادرة في انقاذ أفرادها قبل أن يبتلعهم الشعيب الهادر، كما ساهم حضور رجال الدفاع المدني في انقاذ أربع عوائل كادت أن تموت غرقاً بسبب فجائية السيل .
جهود رجال الدفاع المدني وفزعة المواطنين ساهمتا في الحد من كوارث بشرية كادت ان تهلك عدداً من الأسر التي واجهت السيول بدرجة غير مألوفة عند الكثير من سكان المنطقة.
وكانت الأمطار التي تواصلت على شمال المملكة قد تسببت في جريان الشعاب والأودية، من اهمها شعيب الاعيلي شرق طبرجل، وقد واصلت فرق الدفاع المدني عمليات الانقاذ ، التي شملت اربع عوائل حجزتها سيول الشعبان ، كما كان للمواطنين دور فعال في انقاذ عائلة شارفت على الغرق بعد أن جرفت سيارتها أحد الشعبان وابتلعتها بالكامل .وتسببت كذلك الامطار في انقلاب عدد من المركبات على الطريق الدولي ، بينما انتشرت الدوريات الأمنية والمرور لتنظيم السير.
الامطار ابتلعت سيار ة
بخلاف صحيفة «الوطن»: خطابان للهيئة يؤكدان طلب بحث الأحمد وقبوله لندوة الحسبة
|
٢٩/٠٣/٢٠١٠
خطاب مفتوح من 1600 امرأة سعودية يؤيدن فيه ولاة الأمر في منع الاختلاط
بسم الله خطاب مفتوح من 1600 امرأة سعودية يؤيدن فيه ولاة الأمر في منع الاختلاط | |||||
وجهت أكثر من 1600 امرأة سعودية خطابا مفتوحا لولاة الأمر في المملكة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني، ومفتي عام المملكة، والرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف، يعبّرن فيه عن تأييدهن لولاة الأمر في منع الاختلاط، بعنوان: "نساء المملكة العربية السعودية يؤيدن ولاة الأمر في منع الاختلاط". وجاء في الخطاب – الذي يعد أكبر خطاب توجهه نساء المملكة العربية السعودية لولاة الأمر – قول الموقّعات عليه: "نشعرُ بالغبطة والأمن والسعادة في ظل هذا الدين الذي أكرمنا الله به فأخرجنا به من الظلمات إلى النور وحفظ لنا حقوقنا كاملة، وحفظ لنا الطهر والعفاف وحمانا من التردّي في مهاوي الرذيلة والضياع الذي تعانيه المرأة الغربية والمستغربة، وإننا نحمدُ الله على ذلك كثيراً، غير أنه يؤلمنا ويُنَغِّصُ عيشنا وسعادتنا ما نقرؤه ونسمعه من الدعوات المضللة التي يحاول دعاةُ التغريب تسويقها في بلادنا العزيزة عبر وسائل الإعلام التي يمسكون بزمامها لاسيما الصحافة مما يُكتبُ ويُقالُ". كما وجهن خطابهن إلى "كل من ولاّه الله مسؤولية من المسؤوليات صغُرت أو كبُرت مما يتعلقُ بشؤون المرأة - وفقهم الله لطاعته - وإلى أولياء أمور النساء في بلادنا الغالية - وفقهم الله لطاعته - وإلى الأخوات الفاضلات نساء المملكة العربية السعودية حرسهُنّ الله بدينه - ووفقهُنّ لطاعته -". وناشدت النساء في خطابهن ولاة الأمر أن يوقفوا "أولئك المتلاعبين بأمن البلاد وقيمها، والمستهزئين بدين الله، والمتجرئين على العلماء، والساخرين من فتاواهم والمُستعدِينَ عليهم والذين يعملون على استفزاز المجتمع واحتقانه - عند حدِّهم، وأن يُنزِّهوا إعلامَ هذه البلاد وتعليمَها من كلّ من يسعى إلى إشاعة الاختلاط والسفور ممن يَسيرون نفسَ المسار الذي انتهجهُ مَن قبلهم في إفسادِ الكثير من بلاد المسلمين". وفيما يلي نص الخطاب مذيلا بأسماء الموقّعات عليه: نساء المملكة العربية السعودية يؤيدن ولاة الأمر في منع الاختلاط بسم الله الرحمن الرحيم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك / عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وفقه الله لطاعته. وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير / سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وفقه الله لطاعته. وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وفقه الله لطاعته وإلى مفتي عام المملكة العربية السعودية وكافة علمائنا الأفاضل وفقهم الله جميعاً لطاعته وإلى كل من ولاّه الله مسئولية من المسئوليات صغُرت أو كبُرت مما يتعلقُ بشؤون المرأة - وفقهم الله لطاعته . وإلى أولياء أمور النساء في بلادنا الغالية - وفقهم الله لطاعته وإلى الأخوات الفاضلات نساء المملكة العربية السعودية حرسهُنّ الله بدينه - ووفقهُنّ لطاعته. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد : فإننا معاشرَ النساء في بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين نشعرُ بالغبطة والأمن والسعادة في ظل هذا الدين الذي أكرمنا الله به فأخرجنا به من الظلمات إلى النور وحفظ لنا حقوقنا كاملة وحفظ لنا الطهر والعفاف وحمانا من التردّي في مهاوي الرذيلة والضياع الذي تعانيه المرأة الغربية والمستغربة ، وإننا نحمدُ الله على ذلك كثيراً ، غير أنه يؤلمنا ويُنَغِّصُ عيشنا وسعادتنا ما نقرؤه ونسمعه من الدعوات المضللة التي يحاول دعاةُ التغريب تسويقها في بلادنا العزيزة عبر وسائل الإعلام التي يمسكون بزمامها لاسيما الصحافة مما يُكتبُ ويُقالُ عمّا يُسمونه بحماية حقوق المرأة ومنها : - دعوتها إلى الاختلاط ونبذ الحجاب . - السفرُ بلا محرم وسُكنى الفنادق بلا محرم . - التمردُ على الولي وعدم طاعته . - عدم النظر إلى ما يأمر به الشرع أو ينهى عنه واعتبارهم للشرع موروثات قديمة - تعالى الله عمّا يقولون علوّاً كبيراً. - والاعتراض على فتاوى العلماء بما يسمونه (الرأي الأخر) الذي جعلوه نداً للشريعة وعلمائها وذلك لانبهارهم بالمدنية الغربية الماديّة كما قال ابن خلدون - رحمه الله -:(إن المغلوب مُولعٌ بتقليد الغالِب ). و يريدون أن تكون المرأةُ المسلمةٌ التي أعزها الله بهذا الدين بوابةً تقتحِمُ الفتنُ والشرورُ من خلالها إلى جميع شؤون الحياةِ في بلادنا الغالية ، فتكثرُ الفواحشُ ،وتتفشى الأمراض، وتتفككُ الأسرُ، ويتشردُ النشئ، وترتفعُ نسبة الطلاق، وتكون المرأة المسلمة كالنساء الغربيات اللواتي يعانين من الذلّ والمهانة والضياع والابتذال من ِقبل الرجال ، وجَعلِهنّ كالسلعة الرخيصة تُتخذ للدعاية في الشركات ، ودُور السينما، ودُور الأزياء. حتى ضجّ الكثير منهنّ متمنياتٍ أن يكنّ كنساء المسلمين عفيفاتٍ مصوناتٍ كريمات، وتعالت الأصوات في الغرب مطالبة بمنع الاختلاط ، وإننا نحنُ النساءَ في بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية نبعثُ هذا الخطاب المفتوح إلى ولاة أمرنا وإلى علمائنا وفق الله الجميع لطاعته ونوضحُ لهم موقفنا نحن النساءَ مما يجري من الإساءةِ لديننا وثوابتنا فنناشدُ الجميع قائلات : أولاً : نناشد ولاة أمرنا - وفقهم الله جميعاً لطاعته – أن يُوقفوا أولئك المتلاعبين بأمن البلاد وقيمها ، والمستهزئين بدين الله ، والمتجرئين على العلماء ، والساخرين من فتاواهم والمُستعدِينَ عليهم والذين يعملون على استفزاز المجتمع واحتقانه - عند حدِّهم ،وأن يُنزِّهوا إعلامَ هذه البلاد وتعليمَها من كلّ من يسعى إلى إشاعة الاختلاط والسفور ممن يَسيرون نفسَ المسار الذي انتهجهُ مَن قبلهم في إفسادِ الكثير من بلاد المسلمين ،حيث أدخلوا المناهج الغربية والنمط الغربي في التعليم ، وَهَتفَ الإعلامُ هناك بالمرأةِ المسلمةِ كي تنبُذَ الحجابَ وتتقمَّصَ زيّ الغربيات وتنتهجَ نهجهُنّ في العادات والتقاليد ، فجرى التهافتُ على ذلك تهافت الفَراشِ على النار، تظنها الضوءَ الذي تطلبه والصباحَ الذي ترجوه ، لأن التعليم والإعلام هما العُنوانان البارزان لوجهةِ أيةِ أمةٍ حيث يَرسُمان خطَ سيرِها وَفقَ عقيدتها ومُثِلها ، فالمُفترَضُ في تعليم بلادنا وإعلامها أن يلتزما بالمبادئ والأسس التي نَصّت عليها سياسة التعليم والإعلام ،والتي تضمنها النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية حرسها الله وحماها من كيد الكائدين ، وأن يكونَ كلٌّ منهما يمثلُ الصورة الحيّة لهويتنا الإسلامية ،وخصوصية بلادنا ،وتطلعات مجتمعنا وتوجهاته ،ويعكسُ كلٌّ منهما نبض المجتمع واحتياجاتِه ، وأنتم يا ولاة أمرنا أمُلنا - بعد الله - في حفظ هويتنا الإسلامية بما يتناسب مع مكانة هذه البلاد ودورها المعهود والمأمول بين المسلمين ،حيث بها الحرمان الشريفان و مهبط الوحي ومبعث الرسالة و مهوى أفئدة المسلمين ، ولقد عاشت هذه البلاد - والحمد لله – دهراً من الزمان في أمنٍ واستقرارٍ في ظل تطبيق شريعة الله عز وجل كما ورد عن عمر الفاروق "رضي الله عنه"(لقد كنّا أذل الناس وأضعف الناس فأعزنا الله بالإسلام ومهما نطلــبُ الــعزّ بغيــر الإســلام يـذلنا الله). كما أنَّ دينَنَا الحنيفَ يأمر بالعلمِ ويحثُ عليه ، والآيات والأحاديث التي تأمر بالعلمِ أكثرُ من أن تُحصى ، ولقد ضَرَبَ المسلمون الأوائلُ أروعَ الأمثلةِ حيثُ تفوَّقُوا في مختلف العلوم ، حتى كان أهل أوروبا وغيرهم يبعثون أولادهم إلى جامعات المسلمين في بغداد والأندلس وغيرها ليتعلموا الطبَّ والهندسة والكيمياء والفلك وغيرها ، حتى كانت شوارع الأندلس مُضاءةً بالمصابيح في الوقت الذي لم يكن في لندن ولا باريس مصباحٌ واحد ، وكلنا يعرفُ قصة الساعة الدقـَّاقة التي أهداها هارون الرشيد - رحمه الله – إلى أحد ملوك أوروبا فابتعد منها هو ووزراؤه مندهشين منها ، وقد قطعتم – يا ولاة أمرنا - العهد على أنفسكم بأن تجعلوا القرآن الكريم دستوراً لكم تطبقون تعاليمَهُ في جميع شؤون الحياة فأنتم حُرّاسُ العقيدة ، القادرون - بإذن الله - على ردع كلّ من يعبث بدين البــلادِ وأمنـِـها الاجتماعي والفكري والأخلاقي . فــالغلوُّ في الدِّين والجفاء فيه وجهان لعملةٍ واحدة ، وقد جاوزَ أولئك حدّهم في الاستخفاف بالدِّين وأهله . ثانياً : ونبعثُ نداءنا الحارَّ إلى علمائنا الأفاضل في بلادنا الطاهرة وفقهم الله وسددهم وفي مقدمتهم مفتي عام المملكة العربية السعودية ،ونناشدهُم أن يقوموا بدورهم الذي ائتمنهم الله عليه ومن ذلك التعاون مع ولاة أمرنا في التصدّي لمشاريع الإفسادِ بالحُجةِ والبيان وأن يقوموا بتبصير المجتمع وتحذيره من مغبّة الإصغاءِ لما يُرادُ ببلادنا من الشرور وما تسببُه تلك المشاريع من الويلات التي لا يعلمُ مداها إلاّ الله تعالى . ثالثاً : كما نطلبُ من أولياءِ أمورِ النساءِ أن يكونوا حُرّاساً أُمناء على ما استرعاهم الله عليه من حفظ كرامتنا وهويتنا الإسلامية فـ(كلكم راعٍ ومسئولٌ عن رعيته )ولن نُسامحَ مَن فرَّط في هذه الأمانة العظيمة كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم (ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيةًً يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرَّم الله عليه الجنّة ) متفقٌ عليه - من حديث معقِل بن يسار رضي الله عنه . رابعاً : نناشد كل من ولاّه الله مسؤولية من المسؤوليات صغُرت أو كبُرت مما يتعلق بشأن المرأة أن يتقوا الله فينا وأن يعملوا على إيقافِ تلك التجاوزات التي تتنافى مع دين الأمة وقيمها وخاصّة ً في كلٍّ من الإعلام والتعليم ، وسوف نكون خصيماتٍ لهم بين يدي الله تعالى يوم القيامة . خامساً : وكما نناشد أولئك الذين يُصدِرون الفتاوى التي تزيِّنُ الاختلاط وتهوّن من شأنه المتتبعين للأقوال الضعيفة والشاذة ، ونذكّرهم بأن الله سيسألهم عن ذلك ، وكان حريّاً بهم أن يكتفوا بفتاوى العلماء الربانيين من السابقين والمعاصرين الوقـّافين عند حدود الله تعالى وألاّ يجعلوا ظهورهم جسوراً يَعبُر فوقها الناسُ إلى النار ، فزّلة العالـِمِ يَزِلُّ بها عالـَم ونُذكـِّرهم بقول أبي بكر الصديق "رضي الله عنه" عندما سُئل عن مسألة فقال : ( أيُّ أرضٍ تقلني وأيُّ سماءٍ تظلني إن قُلت على الله بغيرِ علم ) . كما نطالبهم بالعودة إلى الحق وأن يُعيدوا النظر في فتاواهم السابقة التي يتكئُ عليها دعاة التغريب فمواقف الإنسان محسوبة عليه ولا يمحوها تعاقبُ الليالي والأيام وكلُّ صغيرةٍ وكبيرةٍ عليه محصاة ، ولن يرحم التأريخُ من فـَرّط في قضايا دينه وأمته . سادساً : وإننا في هذا المقام نرفضُ ما يقوم به دُعاة التغريب الذين يتحدثون باسمنا وكأنهم أوصياءُ علينا ، في الوقت الذي لم نفوضهم ليطالبوا بحقوقنا ، ونقول لهم : متى فوضناكم نحنُ نساءَ المسلمين لتتحدثوا عنـّا بالوكالة ، وهل يُؤتمَنُ من يدعو إلى التحلل من تعاليم الشريعة على حفظِ أُســرتِه وأولاده حتى يكون مؤتمناً على الكرامة والعرض والشرف لغيره ؟!! ، ولو كنتم صادقين في حرصكم - المزعوم- على حقوقنا لأفسحتم لنا المجال كي نتحدث عن أنفسنا عبر الإعلام – وفق الضوابط الشرعية - لاسيما الصحافة التي جعلتموها حِكراً عليكم وعلى ضحاياكم من النساء اللاتي تأثرن بدعاياتكم أو رضعن من لبان الغرب الذي رضعتم به وليتكم دعوتم إلى نقل المخترعات النافعة التي لدى الغرب ولكنّكم لم تعيروا ذلك اهتماماً بل دعوتم إلى الأخذ بالقشور التي لدى القوم من العادات والتقاليد التي تتنافى مع ديننا الحنيف وقيمه . سابعاً : نخاطبُ كلَّ امرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخِر ، ونناشِدها بأن تقوم بدورها في الدفاع عن دين الأمةِ وقيمِها ومِن ذلك :- 1- مخاطبة المسئولين والعلماء عن كلِّ مخالفةٍ تتنافى مع ديننا ومُثلنا الإسلامية . 2- أن تكون قدوةً صالحةً في كلِّ شأنً من شؤون حياتها ومن ذلك اللباس الشرعي المحتشم . 3- وأن تتواصى مع غيرها من النساء على تربية أبنائهنّ وبناتهنّ وأُسَرِهِنّ وَفقَ شرع الله في جميع الأمور ابتداءً من فهم العقيدة الصحيحة ومنها عـقيدة الـولاء و الـبراء ( الحب في الله والبغض في الله ). 4- وأن تكون المرأة المسلمةُ آمرةً بالمعروف ناهيةً عن المنكر حيثما كانت امتثالاً لقوله تعالى :(والمُؤمنُونَ والمُؤمِناتُ بعضُهم أولياءُ بعض يأمُرونَ بالمعروفِ وينهون عن المنكرِ .......الآية ).التوبة ( 71 ) 5- وألاّ تنخدع بتلك الدعوات المغرضة التي يــُطــلقُـــها أعــداءُ الــدين والــوطن باســــم الإصــلاح ، وهـــم في الحــقيقةِ مُـــفســـدون ، كما قال الله - تعالى - عن أسلافهم من المنافقين :"وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قـــالــوا إنمـــا نـــحن مـــصلحون ، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يَشعرون" البقرة آية (11-12). وهل يُؤتَمَنُ أولئك إلا كما يؤتمن الذئاب على القطيع؟!!.
كما قال الشاعر العارفُ بهم : فلتحذري من دُعاةٍ لا ضميرَ لهم مِن كُلِّ مُستغربٍ في فِكرِهِ خَرِبِ أسمَوا دِعايتهُم حُــريَّة ً كـــذِباً باعُوا الكرامة باسمِ الفنِّ والطَّرَبِ همُ الذئابُ وأنتِ الطُّعمُ فاحترِسي مِن كُلِّ مُفترِسٍ لِلعِرضِ مُستلِبِ أنتِ ابنة الطُّهرِ والإسلامِ عِشتِ بِه ِ في حضن ِ أطهَرِ أُمٍّ مِن أعَزِّ أبِ 6- كما نطلبُ من كل امرأة تطَّلِعُ على خطابنا هذا أن تضع توقيعها عليه تأييداً له .وأن تعمل على تفعيله ونشره. هذا ونسأل الله تعالى أن يَقِيَ هذه البلادَ وسائِرَ بلادِ المسلمين شرَّ الأشرارِ وكيدَ الفُجَّارِ ، وأن يَحفَظَ على بِلادِنا أمنَها واستقرارَها وأن يُوفِّقَ ولاةَ أمرِنا لكُلِّ ما يَصُونُ لنا الأمنَ والاستقرارَ والكرامة . وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وصحابتهِ أجمعين ، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمين. |
بعد الخمسين (علي الطنطاوي)
بعد الخمسين
(علي الطنطاوي)
نظرت في التقويم فوجدت أني أستكمل اليوم (23جمادى الأولى 1379هـ) اثنتين وخمسين سنة قمرية، فوقفت ساعة أنظر فيها في يومي وأمسي، أنظر من أمام لأرى ما هي نهاية المطاف، وأنظر من وراء لأرى ماذا أفدت من هذا المسير.
وقفت كما يقف التاجر في آخر السنة ليجرد دفاتره ويحرر حسابه، وينظر ماذا ربح وماذا خسر. وقفت كما تقف القافلة التي جُنّ أهلوها وأخذهم السُّعَار، فانطلقوا يركضون لا يعرفون من أين جاؤوا ولا إلى أين يذهبون، ولا يهدؤون إلاّ إذا هدّهم التعب فسقطوا نائمين كالقتلى!
وكذلك نحن إذ نعدو على طريق الحياة؛ نستبق كالمجانين ولكن لا ندري علامَ نتسابق، نعمل أبداً من اللحظة التي نفتح فيها عيوننا في الصباح إلى أن يغلقها النعاس في المساء، نعمل كل شيء إلا أن نفكر في أنفسنا أو ننظر من أين جئنا وإلى أين المصير!
وجردت دفاتري، أرى ماذا طلبت وماذا أُعطيت.
* * *
طلبت المجد الأدبي وسعيت له سعيه، وأذهبت في المطالعة حِدّة بصري وملأت بها ساعات عمري، وصرّمت الليالي الطِّوال أقرأ وأطالع، حتى لقد قرأت وأنا طالب كتباً من أدباء اليوم مَن لم يفتحها مرة لينظر فيها! وما كان لي أستاذ يبصرني طريقي ويأخذ بيدي، وما كان من أساتذتي مَن هو صاحب أسلوب في الكتابة يأخذني باتّباع أسلوبه، ولا كان فيهم مَن له قدم في الخطابة وطريقة في الإلقاء يسلكني مسلكه ويذهب بي مذهبه( ) . وما يسميه القراء أسلوبي في الكتابة ويدعوه المستمعون طريقتي في الإلقاء شيء مَنَّ الله به عليّ لا أعرفه لنفسي، لا أعرف إلاّ أني أكتب حين أكتب وأتكلم حين أتكلم منطلقاً على سجيتي وطبعي، لا أتعمد في الكتابة إثبات كلمة دون كلمة ولا سلوك طريق دون طريق، ولا أتكلف في الإلقاء رنّةً في صوتي ولا تصنّعاً في مخارج حروفي.
... وكنت أرجو أن أكون خطيباً يهز المنابر وكاتباً تمشي بآثاره البرد( ) ، وكنت أحسب ذلك غاية المنى وأقصى المطالب، فلما نلته زهدت فيه وذهبت مني حلاوته، ولم أعد أجد فيه ما يُشتهى ويُتمنّى.
وما المجد الأدبي؟ أهو أن يذكرك الناس في كل مكان وأن يتسابقوا إلى قراءة ما تكتب وسماع ما تذيع، وتتوارد عليك كتب الإعجاب وتقام لك حفلات التكريم؟ لقد رأيت ذلك كله، فهل تحبون أن أقول لكم ماذا رأيت فيه؟ رأيت سراباً... سراب خادع، قبض الريح!
وما أقول هذا مقالة أديب يبتغي الإغراب ويستثير الإعجاب، لا والله العظيم (أحلف لكم لتصدقوا) ما أقول إلاّ ما أشعر به. وأنا من ثلاثين سنة أعلو هذه المنابر وأحتل صدور المجلات والصحف، وأنا أكلم الناس في الإذاعة كل أسبوع مرة من سبع عشرة سنة إلى اليوم، ولطالما خطبت في الشام ومصر والعراق والحجاز والهند وأندونيسيا خطباً زلزلت القلوب، وكتبت مقالات كانت أحاديث الناس، ولطالما مرت أيام كان اسمي فيها على كل لسان في بلدي وفي كل بلد عشت فيه أو وصلت إليه مقالاتي، وسمعت تصفيق الإعجاب، وتلقيت خطب الثناء في حفلات التكريم، وقرأت في الكلام عني مقالات ورسائل، ودرَس أدبي ناقدون كبار ودُرّس ما قالوا في المدارس، وتُرجم كثير مما كتبت إلى أوسع لغتين انتشاراً في الدنيا: الإنكليزية والأردية، وإلى الفارسية والفرنسية... فما الذي بقى في يدي من ذلك كله؟ لا شيء. وإن لم يكتب لي الله على بعض هذا بعضَ الثواب أكُنْ قد خرجت صفر اليدين!
إني من سنين معتزل متفرد، تمر عليّ أسابيع وأسابيع لا أزور فيها ولا أزار، ولا أكاد أحدّث أحداً إلاّ حديث العمل في المحكمة أو حديث الأسرة في البيت. فماذا ينفعني وأنا في عزلتي إن كان في مراكش والهند وما بينهما مَن يتحدث عني ويمدحني، وماذا يضرني إن كان فيها من يذمني أو لم يكن فيها كلها مَن سمع باسمي؟
ولقد قرأت في المدح لي ما رفعني إلى مرتبة الخالدين، ومن القدح فيّ ما هبط بي إلى دركة الشياطين، وكُرِّمت تكريماً لا أستحقه وأُهملت حتى لقد دُعي إلى المؤتمرات الأدبية وإلى المجالس الأدبية الرسمية المبتدئون وما دُعيت منها إلى شيء، فألفت الحالين وتعوّدت الأمرين، وصرت لا يزدهيني ثناء ولا يهزّ السبُّ شعرةً واحدة في بدني.
أسقطت المجد الأدبي من الحساب لما رأيت أنه وهم وسراب.
* * *
وطلبت المناصب، ثم نظرت فإذا المناصب تكليف لا تشريف، وإذا هي مشقة وتعب لا لذّة وطرب، وإذا الموظف أسير مقيِّد بقيود الذهب، وإذا الجزع من عقوبة التقصير أكبر من الفرح بحلاوة السلطان، وإذا مرارة العزل أو الإعفاء من الولاية أكبر من حلاوة التولية. ورأيت أني مع ذلك كله قد اشتهيت في عمري وظيفة واحدة، سعيت لها وتحرّقت شوقاً إليها... هي أن أكون معلماً في المدرسة الأولية في قرية حرستا( ) وكان ذلك من أكثر من ثلاثين سنة، فلم أنلها فما اشتهيت بعدها غيرها.
وطلبت المال وحرصت على الغنى، ثم نظرت فوجدت في الناس أغنياء وهم أشقياء وفقراء وهم سعداء.
ووجدتني قد توفي أبي وأنا لا أزال في الثانوية، وترك أسرة كبيرة وديوناً كثيرة، فوفّى الله الدين وربى الولد وما أحوج إلى أحد، وجعل حياتنا وسطاً ما شكونا يوماً عوزاً ولا عجزنا عن الوصول إلى شيء نحتاج إليه، وما وجدنا يوماً تحت أيدينا مالاً مكنوزاً لا ندري ماذا نصنع به، فكان رزقنا والحمد لله كرزق الطير: تغدو خِماصاً وترجع بِطاناً.
فلم أعد أطلب من المال إلاّ ما يقوم به العيش ويقي الوجهَ ذلَّ الحاجة.
وطلبت متعة الجسد وصرّمت ليالي الشباب أفكر فيها وأضعت أيامه في البحث عن مكانها، وكنت في سكرة الفتوة الأولى لا أكاد أفكر إلا فيها ولا أحن إلاّ إليها، أقرأ من القصص ما يتحدث عنها ومن الشعر ما يشير إليها. ثم كبرت سني وزاد علمي، فذهبت السكرة وصحّت الفكرة، فرأيت أن صاحب الشهوة الذي يسلك إليها كل سبيل كالعطشان الذي يشرب من ماء البحر وكلما ازداد شرباً ازداد عطشاً، ووجدت أن مَن لا يرويه الحلال يقنع به ويصبر عليه لا يرويه الحرام ولو وصل به إلى نساء الأرض جميعاً.
ثم ولّى الشباب بأحلامه وأوهامه، وفترت الرغبة ومات الطلب، فاسترحت وأرحت.
* * *
وقعدت أرى الناس، أسأل: علامَ يركضون؟ وإلامَ يسعون؟ وما ثَمّ إلاّ السراب!
هل تعرفون السراب؟ إنّ الذي يسلك الصحراء يراه من بعيد كأنّه عينٌ من الماءِ الزّلال تحدّقُ صافية في عينِ الشّمس، فإذا كدّ الرِّكاب وحثّ الصِّحابَ ليبلغه لم يلقَ إلاّ التراب.
هذه هي ملذّات الحياة؛ إنّها لا تلذّ إلاّ من بعيد.
يتمنّى الفقير المال، يحسب أنّه إذا أعطي عشرة آلاف ليرة فقد حيزت له الدّنيا، فإذا أعطيها فصارت في يده لم يجد لها تلك اللّذة التي كان يتصوّرها وطمع في مئة الألف ... إنّه يحسّ الفقر بها وهي في يده كما يحسّ الفقر إليها يوم كانت يده خلاءً منها، ولو نال مئة الألف لطلب المليون، ولو كان لابن آدم واديًا من ذهب لابتغى له ثانيًا، ولا يملأ عينَ ابن آدم إلاّ التراب( ).
والشاعر العاشق يملأ الدنيا قصائد تسيل من الرّقة وتفيض بالشّعور، يعلن أنّه لا يريد من الحبيبة إلاّ لذّة النظر ومتعة الحديث، فإذا بلغها لم يجدهما شيئًا وطلب ما وراءهما، ثمّ أراد الزّواج فإذا تمّ له لم يجد فيه ما كان يتخيّل من النعيم، ولذابت صور الخيال تحت شمس الواقع كما يذوب ثلج الشّتاء تحت همس الرّبيع، ولرأى المجنون في ليلى امرأةً كالنساء ما خلق الله النساء من الطين وخلقها (كما كان يُخيّل إليه) من القشطة، ثمّ لَمَلّها وزهد فيها وذهب يجنُّ بغيرها!
ويرى الموظّفُ الصغيرُ الوزيرَ أو الأميرَ ينزل من سيارته فيقف له الجندي وينحني له الناس، فيظن أنّه يجد في الرياسة أو الوزارة مثل ما يتوهّم هو من لذّتها ومتعتها لحرمانه منها، ما يدري أنّ الوزير يتعوّد الوزارة حتّى تصير في عينه كوظيفة الكاتب الصغير في عين صاحبها. أهام ... ولكننا نتعلّق دائمًا بهذه الأوهام!
* * *
وفكرت فيما نلت في هذه الدنيا من لذائذ وما حملت من عناء طالما صبرت النفس على إتيان الطاعة واجتناب المعصية،رأيت الحرام الجميل فكففت النفس عنه على رغبتها فيه، ورأيت الواجب الثقيل حملت فحملت النفس عليه على نفورها منه ، وطالما غلبتني النفس فارتكبت المحرمات وقعدت عن الواجبات، تألمت واستمتعت، فما الذي بقي من هذه المتعة وهذا الألم؟ لا شيء. قد ذهبت المتعة وبقي عقابها وذهب الألم وبقي ثوابه.
ولم أرَ أضلَّ في نفسه ولا أغشَّ للناس ممّن يقول لك: لا تنظر لاّ إلى الساعة التي أنتَ فيها، فإنَّ:
ما مضى فاتَ والمؤمّل غيبٌ ولكَ السّاعةُ التي أنتَ فيها
لا والله؛ ما فات ما مضى ولكن كُتب لك أو عليك، أحصاه الله ونسوه. والآتي غيب كالمشاهَد. وما مَثَل هذا القائل إلاّ كمَثَل راكب سفينة أشرفت على الغرق ولم يبقَ لها إلاّ ساعات، فما أسرع إلى زوارق النجاة إسراع العقلاء ولا ابتغى طوق النجاة كما يبتغيه من فاته الزورق، ولكنه عكف على تحسين غرفته في السفينة الغارقة يزين جدرانها بالصور ويكنس أرضها من الغبار، يقول لنفسه: ما دامت السفينة غارقة على كلّ حال فلِمَ لا أستمتع بساعتي التي أنا فيها؟ يُفسد عمرَه كله بصلاح هذه الساعة، وإذا
عرض له العقل يسفّه عملَه فليضرب وجه العقل بكأس الخمر التي تعمي عينيه فلا يبصر ولا يهتدي، وإنّ من الخمر لخمرة المال وخمرة السلطان!
هذا مثال من يجعل هذه الدنيا الفانية أكبر همّه ويزهد في الآخرة الباقية، ولو عقل لزهد في الدنيا. لا يحمل ركوته وعصاه ويسلك البراري وحيدًا، ولا يقيم في زاوية ويمد يده للمحسنين؛ فإن هذا هو زهد الجاهلين، وهو معصية في الدين. إنّ الزهد الحق هو زهد الصحابة والتابعين، الذين عملوا للدنيا واقتنوا الأموال واستمتعوا بالطيّبات الحلال وأظهروا نِعَم الله عليهم، ولكن كانت الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم، وكان ذكر الله أبدًا في نفوسهم وعلى ألسنتهم، وكانت الشريعة نبراسهم وإمامهم، وكانت أيديهم مبسوطةً بالخير، وكانوا لا يفرحون بالغنى حتى يَبطروا ولا يحزنون للفقر حتى ييأسوا، بل كانوا بين غنيٍّ شاكر وفقيرٍ صابر. ومَن يحصل المال وينفقه في الطاعة خيرٌ ممّن لا يحصل ولا ينفق بل يسأل ويأخذ، ومن يتعلّم العلم ويعمل به خيرٌ ممّن يعتزل الناس للعبادة في زاويةٍ أو مغارة، ومن يكون ذا سلطانٍ ومنصب فيقيم العدل ويدفع الظلم خيرٌ ممّن لا سلطان له ولا عدل على يديه ...وليست العبادة أن تصفّ الأقدام في المحاريب فقط، ولكن كلّ معروفٍ تسديه إن احتسبته عند الله كان لك عبادة، وكلّ مباحٍ تأتيه إن نويت به وجه الله كان عبادة؛ إذا نويت بالطعام التقوّي على العمل الصالح وبمعاشرة الأهل الاستعفاف والعفاف وبجمع المال من حِلّه القدرة به على الخير، كان كلّ ذلك لك عبادة، وكلّ نعمة شكر عليها وكلّ مصيبة تصبر لله عليها كانت لك عبادة.
والإنسان مفطورٌ على الطمع، تراه أبدًا كتلميذ المدرسة؛ لّما بلغ فصلاً كان همّه أن يصعد إلى الذي فوقه. ولكن التلميذ يسعى إلى غاية معروفة إذا بلغها وقف عندها، والمرء في الدنيا يسعى إلى شيءٍ لا يبلغه أبدًا؛ لأنه لا يسعى إليه ليقف عنده ويقنع به بل ليجاوزه راكضًا يريد غايةً هي صورةٌ في ذهنه ما لها في الأرض من وجود!
وقد يُعطى المال الوفير والجاه الواسع والصحة والأهل والولد، ثمّ تجده يشكو فراغًا في النّفْس وهمًّا خفيًّا في القلب لا يعرف له سببًا، يحسّ أنّ شيئًا ينقصه ولا يدري ما هو، فما الذي ينقصه فهو يبتغي استكماله؟
لقد أجاب على ذلك رجلٌ واحد؛ رجلٌ بلغ في هذه الدنيا أعلى مرتبة يطمح إليها رجل: مرتبة الحاكم المطلق في ربع الأرض فيما بين فرنسا والصين، وكان له مع هذا السلطان الصحة والعلم والشّرف، هو عمر بن عبد العزيز الذي قال: "إنّ لي نفسًا توّاقة، ما أُعطيت شيئًا إلاّ تاقت إلى ما هو أكبر: تمنّت الإمارة، فلمّا أعطيَتها تاقت إلى الخلافة، فلمّا بلغتها تاقت إلى الجنّة"!
هذا ما تطلبه كلّ نفس؛ إنّها تطلب العودة إلى موطنها الأوّل، وهذا ما تحسّ الرغبة الخفيّة أبدًا فيه والحنين إليه والفراغ الموحِش إن لم تجده.
فهل اقتربتُ من هذه الغاية بعدما سرت إليها على طريق العمر
اثنتين وخمسين سنة؟
يا أسفي! لقد مضى أكثر العمر وما ادّخرت من الصالحات، ولقد دنا السّفر وما تزوّدتُ ولا استعددت، ولقد قَرُبَ الحصاد وما حرثت ولا زرعت، وسمعت المواعظ ورأيت العِبَر فما اتّعظت ولا اعتبرت، وآن أوانُ التوبة فأجّلت وسوّفت.
اللهمّ اغفر لي ما أسررتُ وما أعلنت، فما يغفر الذنوب إلا أنت.
اللهمّ سترتني فيما مضى فاسترني فيما بقي، ولا تفضحني يوم الحساب.
ورحم الله قارئًا قال: آمين.