بسم الله
(العربية نت) و(طاش).. أي دور؟!
لم يتفوق على (العربية نت) في تشويه الصورة الذهنية للسعوديين في الوطن العربي مثل مسلسل (طاش) الذي جاوز حدود الشرع والأعراف والتقاليد بدعوى كاذبة هي معالجة مشكلات المجتمع السعودي.
كنت أتابع ما ينشر على موقع (العربية نت) عن مجتمعنا وما له علاقة بالسعوديين على وجه الخصوص؛ فوجدت فيه تشويهاً متعمداً لنا، إما بالتركيز على الشاذ من الفتاوى والحالات الاجتماعية، أو المقالات التي تتعمد الحديث عن حياة المواطن السعودي. ولم يكن ذلك في فترات زمنية معينة، بل أستطيع القول بكل اطمئنان إنه عمل منظم تقف خلفه عقول لا تريد الخير للمملكة أو السعوديين.
تحدثت هاتفياً مع المسؤول الأول عن تحرير الموقع وأخبرته بهذه الحقيقة فقال ما معناه: ليس لي من الأمر شيء؟!
إجابة صاعقة!!
إذن، مَنْ يقف خلف هذا التشويه المنظم والمتعمد لحياة السعوديين؟! نصارى أم دروز وموارنة يقتاتون من خير هذه البلاد ويتعمدون الإساءة إليها؟
هل أصحاب هذه المؤسسات (السعوديون) بهذه الغفلة والسذاجة؟ أم هو تفسير آخر لأسباب هذه الإساءة المنظمة؟
حسناً، إنْ قال قائل إننا لا نلوم هؤلاء النصارى العرب أو الموارنة أو الدروز أو غيرهم ممن تسنموا مواقع مؤثرة في مؤسساتنا الإعلامية الخاصة إذا أساؤوا إلينا، بل نلوم من منحهم هذا التأثير وترك لهم الحبل على الغارب ليعبثوا بقيمنا الدينية والاجتماعية ويشوهوا صورة السعوديين في الوطن العربي، فماذا نقول عن رموز مسلسل (طاش)، وهم (السعوديون الخُلص) الذين تربوا في الأحياء الشعبية في عاصمة الوطن، وتشربوا قيم الثقافة السعودية، وعاشوا في أوساط مجتمع سمته التدين؟
إن ما يبثه مسلسلهم من رسائل مشوهة للدين ومتجاوزة لحدود الشرع ومنتهكة لأعراف المجتمع السعودي هو ما يبعث على الأسى والحزن، ليس عليهم بل على من له سلطة عليهم!!
العمل الدرامي والكوميدي – ابتداءً – هو نوع من أنواع العمل الإعلامي الراقي والمؤثر، الذي يعالج قضايا المجتمع بطريقة تفهمها شرائحه المختلفة بهدف التغيير إلى الأفضل، وبشرط أن يكون ملتزماً بأخلاقيات العمل الإعلامي. وأخلاقيات الإعلام – عند المتخصصين – إنما تنبثق من القيم والثقافة السائدة في المجتمع الذي يتوجه إليه العمل الإعلامي برسالته.
فما هو نصيب (طاش) من هذا المعنى؟
إن رموز (طاش) قد أبعدوا النجعة، واختلطت عليهم الأوراق، أو هم أرادوا خلطها لحاجة في نفوسهم، حتى ولو قال أحدهم في برنامج (نقطة تحول) إنهم لا يخدمون توجهاً أيديولوجياً معيناً، بل يقدمون عملاً كوميدياً مجرداً من أية تفسيرات أو تأويلات مسبقة؟!
هل ما يقدمه (طاش) هو معالجة لقضايانا الدينية عندما يتجاوز الثابت الشرعي في التفريق بين الإسلام والكفر، ويعد النصارى مؤمنين في مخالفة صريحة لنصوص القرآن والسنة؟
هل ما يقدمه (طاش) هو معالجة لقضايانا الاجتماعية عندما يحول مقالاً شاذاً عن تعدد الأزواج لسيناريو حلقة كاملة وكأنما هو يعالج (ظاهرة) انتشرت في مجتمعاتنا؟!
وما الصورة التي تعززها الرسالة الإعلامية لموضوع هذه الحلقة عن السعوديين في مخيلة الإنسان العربي الذي يشاهد القناة التي تبث هذا العمل الهجين؟!
بالتأكيد لا أحد يقول إن المجتمع السعودي مجتمع ملائكي ليست فيه أخطاء، لكننا نرفض أن تعمم حالات الشذوذ الفكري أو الاجتماعي وتقدم في عمل درامي أو كوميدي بوصفها ظاهرة يعاني منها المجتمع بأكمله، أو تقدم للقراء العرب بوصفها انعكاساً حقيقياً لحياة السعوديين اليومية!لن نتحدث بعد ذلك عن صورة السعوديين المشوهة وأسبابها إذا كان من السعوديين أنفسهم من يتعمد هذا التشويه، ولكننا ننادي بتدخل من له السلطة والقرار بأن يمنع هؤلاء الأشخاص أو تلك المواقع من تكريس هذه الصورة السيئة عنا في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى أن تكون هذه المؤسسات الإعلامية المحسوبة علينا وسيلة من وسائل تقديم الحقيقة عنا وعن مجتمعنا.
أ.د.محمد بن سعود البشر
أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود
\
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حياك الله ، يشرفني تعليقك .