إيجاز – خاص: قال فضيلة الشيخ "سليمان الدويش" في تصريح لـ"إيجاز" إن الإنكار على الدعاة والمحتسبين الذين ذهبوا لوزارة التربية للاحتساب على بعض المخالفات, أو غيرهم ممن يحتسب على المنكرات والمخالفات بصفة عامة, ممن يسلكون في احتسابهم المسالك الشرعية والطرق المرعية , لا يقع إلا من جاهل أو مريض قلب, أو رجل لم تبلغه الحال كما هي عليه، وإنما تلقف كلام الكذبة من الإعلاميين أهل التضخيم والتهويل. وأضاف الشيخ "الدويش" - الداعية المعروف -: "لا شك أن الحنق والغضب من شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, أو وصف القائمين عليها بالتطفل والطيش والتدخل فيما لا يعنيهم, أو ما إلى ذلك من الأوصاف, يعد ضربا من ضروب النفاق، عياذا بالله". واعتبر الشيخ "الدويش" أن "إسقاط رموز الحسبة" هو أحد مقاصد من يقوم بتلك الحملات التحريضية التشويهية, مؤكدا أن "من مقاصدهم أيضا محاولة بث الروح الانهزامية في نفوس المحتسبين, وكذلك التخذيل فيهم وإرهابهم, وأن من يسلك هذا المسلك فستسلقه ألسنة المنافقين في الصحف والقنوات بحدَّة, ومن مقاصدهم تصوير المحتسبين بالتطفل, وأنهم الأقلية, وهدفهم المشاغبة, مع أن المحتسبين ولله الفضل يتحدثون بلسان عامة الناس الذي خنقه الإعلام وصوره على أنه الرأي النشاز, في حين صور رأي بغال الليبرالية وأهل الفساد على أنه رأي الناس جميعهم, وأنه لا يعارضه إلا شرذمة قليلون". وحول واقع الحسبة في المجتمع السعودي قال الشيخ "الدويش": "الحسبة ولله الحمد من ركائز هذه الأمة, وهي سبب لحفظ الله, كما أنها طريق للفلاح والخيرية, وهي الدين؛ لأنها النصيحة, وهي من أجل الأعمال وأشرفها, ومجتمعنا ولله فضل مجتمع متدين محافظ في الجملة, محب للدين وأهله, ولذلك فهو يستجيب لداعي الخير, ويثق به, مهما حاول أعداء الفضيلة النيل منه, أو تشويه سمعته". وتابع الشيخ: "ليس معنى كونه مجتمعا محافظا أنه لا يوجد في منكرات ومعاص, بل هي موجودة, وقد تكون كثيرة بسبب انتشار بعض المغريات, وعوامل الإثارة, وداعي الهوى والنفس والشيطان, ولكن ما إن ينشط أهل الغيرة للاحتساب إلا وتجد بذور الإيمان والخير في نفوس أولئك العاصين تنتعش بالحياة من جديد, وتعود إلى حضن الفضيلة, وهذا ما نراه في جموع التائبين وقوافلهم, الذين ما إن سمعوا داعي الحق إلا وأذعنوا له". وأضاف أن "العمل الاحتسابي, في كل المجالات, وعلى جميع الأصعدة, هو امتداد لمسيرة الإصلاح الحقيقي, والتصحيح الفعلي, ومجتمعنا ولله الفضل قد وفقه الله بعلماء محتسبون صادقون صادعون بالحق , كما هيأ له دولة تفتح قلوبها للناصحين, وتفتح أبوابها للمصلحين المحتسبين؛ لأنها ترى أن وجودهم امتداد لمسيرة العطاء الصادق والنماء السليم". وأكد الشيخ "الدويش" أن "من فضل الله على هذه البلاد أن الاحتساب الشرعي السليم يمسك بدفته أهل العلم والفضل, وهو محل الثقة والتقدير, وإن كان المأمول من كل مقتدر أن يكون أكثر فاعلية وعطاء, ولكن ما نراه اليوم مما يبشر بالخير، ولعل ما أشار إليه الأخ الدكتور يوسف الأحمد من المكاتب الاحتسابية, والعمل الاحتسابي المنظم, وما ينبثق عن تلك الجهود من دورات تدريبية على العمل الاحتسابي, يثبت أن العمل الاحتسابي مقبل على خير كثير بحول الله ومنته, ولعل من أولى البشائر في ذلك ما نراه من مخاوف بعض المنافقين من هذا العمل, ومحاولة تشويهه بكل ما أوتوا, بداية من تسمية العمل الاحتسابي المنظم بـ "التنظيمات", وذلك لينصرف ذهن السامع أو القارئ للتنظيمات المسلحة, أو التنظيمات السرية؛ فتنفر نفسه منها, أو لعل تلك التسمية تقع في قلب أحد ممن له شأن فيعمل على منع تلك الأعمال الاحتسابية, وما من شك أن المراد بالأعمال الاحتسابية المنظمة, هو بيان أنها تسير وفق منهج منتظم منضبط محكم, وهي لا يمكن أن تخالف نظام هذه البلاد المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم". وأضاف الشيخ قوله: "من البشائر أن هؤلاء المنافقين صاروا يسألون عن الجهات الممولة للعمل الاحتسابي, وهذا من علامات النصر؛ لأنه إذا كان العمل الاحتسابي, الذي يعتمد على العطاء الذاتي, ولا يتطلب موازنات ونفقات, وإن احتاج لشيء فهو ينصب غالبا في شراء الكتب والأشرطة, أو الدورات, وهذا في تقديري لا يقارن بما تنفقه إحدى الصحف المتهالكة في يوم واحد, إن كان هذا الجهد قد أربكهم, وجعلهم يظنون أن خلفه جهات ومؤسسات داعمة, فهذا دليل نجاح ولله الحمد؛ لأن هؤلاء المنافقين, وبرغم ما يلقونه من دعم, وما يتعاطونه من هبات, وما يلقونه من وعود, وما تمنيهم به السفارات, وما إلى ذلك, شرق بهذا العمل الاحتسابي, ذي الدعم الذاتي المحدود, فهو والله النجاح الباهر".
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حياك الله ، يشرفني تعليقك .