بسم الله
| |||
أحذر القراء الكرام من القراءة التافهة، وهي التي يمارسها الكثير من جيلنا لمطالعة توافه الأخبار وفتات السياسة وزبد الفكر العقيم مع ملاحقة الإعلانات والأخبار الهزيلة عن الأسعار والموضات وآخر الصيحات لعالم الفن والجمال والأزياء ونحوها، مع الإعراض عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والكتب النافعة والمعارف الإنسانية الرصينة الجادة، وقد اكتشفت أن كثيراً من القراء يقرؤون كلاماً فارغاً ويطالعون ثقافة هشة ويعبئون أذهانهم من الخرافة والدجل؛ لأنهم لم يجدوا من يوجههم الوجهة الصحيحة من أبٍ أو أمٍ أو أستاذ، ومنهم من ابتلي ببلوى مطاردة مواقع النت وما فيها من غيبة ونميمة وإثارة وأخبار لا صحة لها، متى يفيق هؤلاء القراء من سباتهم العميق ويعلمون أن الثانية الواحدة محسوبة عليهم عند الله وأعمارهم تسرق منهم على أيدي لصوص الزور والضياع والثقافة السامجة المهترئة، عودوا إلى الوحي أيها الجيل، عودوا إلى الشرع المطهر، عودوا إلى المعرفة الجادة والثقافة العميقة المبنية على الدليل والبرهان والاستقراء والدراسة المتأنية، اهجروا المقالات العابثة والكتب الرخيصة وأعرضوا عن المعرفة المدمرة، من إلحاد وزندقة، من سحر وشعوذة، وفحش وهراء، ووالله لو بقي أحدكم مع كتاب الله وكتاب رياض الصالحين طيلة عمره مع الاستقامة والسداد وحسن الخلق لهو أنفع له وأرفع من قراءة كتب الدنيا كلها مع الانحراف عن منهج الله ومخالفة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى عن أهل العلم الباطل المزور: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)، يجب على الأب والأم والداعية والأستاذ المرابطة على ثغور المعرفة وحراسة حدود عقول الجيل ومراقبة مصادر التلقي للأبناء وإلا فالويل والدمار، والعار والشنار، والهلاك والنار، ونعوذ بالله من غضب الجبار. د. عائض القرني |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حياك الله ، يشرفني تعليقك .