إيجاز – تقارير: كشفت خطابات يعود عمرها لأكثر من أربعين عاما عن أخطاء فادحة في مناهج تعليمية، محذرة من أخطارها على عقول الناشئة، والتأثير عليهم بمعلومات مضللة. وجاء في خطاب - يعود إلى أكثر من أربعين عاما - من أعضاء المجلس الاستشاري بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة إلى صاحب المعالي الشّيخ "حسن بن عَبدالله آل الشّيخ" وزير المعارف في المملكة العربية السعودية، وقتها، تأييد لمقال كتبه الشيخ ""زيد الفيَّاض" رحمه الله تعالى، في التحذير من أخطاء في كتاب "أصول العالم الحديث" الذي كان مقررا لطلاَّب السنة الأولى من التعليم الثانوي، ومنها تضمنه الإشادة بأكبر الملاحدة الهدَّامين في العالَم الحديث الأجنبي، مثل كارل ماركس، وأمثاله من قادة الشيوعيَّة والإلحاد، ووصفهم بأنهم الذين حملوا رسالةَ الرحمة والإنسانيَّة للمظلومين والبؤساء. وقال أعضاء المجلس في خطابهم: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إنَّنا أعضاء المجلس الاستشاري للجامعة الإسلاميَّة في المدينة المنورة المجتمعِين في دورته الخامسة في شهر صفر الخير 1389هـ، نرى من واجبنا في الأمانة والتبليغ أن نرفعَ إلى معاليكم أنَّنا في خلال اجتماعنا في هذه الدورة اطَّلعنا في جريدة البلاد على ما كتبه الشّيخ "زيد الفيَّاض" نقدًا لما جاء في كتاب (أصول العالم الحديث)، الذي وُضِع بأيدٍ وأقلام سعودية هنا في المملكة العزيزة؛ لتدريسه لطلاَّب السنة الأولى من التعليم الثانوي، واطَّلع عدد منَّا شخصيًّا على ما جاء فيه من الأمور المنافية للإسلام، ولاسيَّما في الصفحات 25 - 144 وسواها منه، حيث يُقرِّر الكتاب للطلاب أنَّ أكبر الملاحدة الهدَّامين في العالَم الحديث الأجنبي، مثل كارل ماركس، وأمثاله من قادة الشيوعيَّة والإلحاد، هم الذين حملوا رسالةَ الرحمة والإنسانيَّة لإنقاذ العمَّال والمظلومين والبؤساء، ونحو ذلك ممَّا يُضلِّل الناشئة الإسلامية، ويُحبِّب إليها أشخاصَ قادة الشيوعية والإلحاد، عن طريق مدْح آرائهم، ووصفهم بأنَّهم رجال الإنسانية والرحمة؛ لإنقاذ البشرية، وأنهم هم المصلِحون. وفي تعليق على كتاب آخر في "التاريخ الإسلامي" يشير أعضاء المجلس - في الخطاب نفسه – إلى تضليلات خطيرة لعقول الناشئة، مثل تبرير الجهاد الإسلامي في عهد بعض الخلفاء الراشدين بأنه كان لعوامل اقتصادية، أو لإلهاء الناس عن السياسة الداخلية، ومما جاء في الخطاب حول ذلك قولهم: "وكذلك رأينا في كتاب "التاريخ الإسلامي" للمؤلِّفين أنفسهم، وهو من مقرَّرات السنة الثانية الثانوية تضليلاتٍ خطيرةً، مثل تفسير الجهاد الإسلامي والفتح في عهد أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - بأنَّه كان لعواملَ اقتصادية، ورغبة منهما في إلْهاء المسلمين عن السياسة الداخلية، وأمور الخِلافة الإسلاميَّة (كما يرى في الصفحة 65 وسواها منه)، وقد استغربنا جدًّا أن يوجد في المملكة أمثالُ هذه الكتب التدريسيَّة للطلاَّب الناشئين الأغرار في غضاضة حداثتهم، هدَّامين لتراثهم وتاريخهم؛ اتباعا للمفتونين بالمذاهب الهدَّامة، فإنَّ نشوء جيل من هذا القبيل هو المَعاوِلُ الفعَّالة لتقويض الممالك والدُّول والأديان من الداخل بأيدي أبنائها. وأضاف الخطاب: "أداءً لواجب أمانتنا نسترعي نظرَكم الحالي إلى هذا الخطر الرهيب؛ لتتداركوه بما ترونه من حَزْم وجزْم، وصيانة للقِيَم الإسلاميَّة في معقل الإسلام وموئلِه، ومنعًا للسوس أن يَنخرَ في الجذور، هذا مع الرَّجاء بألاَّ يُسمح بتدريس أي كتاب في جميع مدارس المملكة قبلَ أن يُعرض على لجنة من علماء موثوق بسلامة عقيدتِهم الإسلاميَّة، وفَّقكم الله - تعالى - إلى ما فيه الخيرُ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وكان الشّيخ "زيد الفيَّاض" رحمه الله تعالى قد كتَب مقالاً في صحيفة "البلاد" بعنوان "أخطاء في كتاب أصول العالَم الحديث"، ونُشِرت الحلقة الأولى في 14/2/1389هـ، ثم توقَّف نشْر باقي الحلقات على إثْر بعض التدخُّلات. كما كان الكتاب محل الانتقاد يُدَرَّس في المدارس الثانوية بالمملكة حوالي عشر سنوات، وطبع ثلاثَ طبعات، بما فيه أخطاء شنيعة منافية لعقيدة المسلمين، وإثارة للفتن. العلاّمة "ابن باز" يؤازر "الفياض" وكان مقال "أخطاء في كتاب أصول العالم الحديث" قد لقي قَبولا طيبا من أهل العلم والفكر والغَيرة، وعلى رأسهم سماحة مفتي المملكة السابق الشّيخ عَبدالعزيز بن عَبدالله بن باز رحمه الله تعالى، الذي آزر وأيّد الشيخ "الفياض" بخطاب كتبه بنفسه إلى الملك فيصل رحمه الله تعالى. كما كتب الشيخ "ابن باز" إلى الشّيخ "الفياض" رحمهما الله تعالى خطابا يشكره فيه، ويثني عليه، ويخبره بمؤازرة المجلس الاستشاري بالجامعة لما جاء في مقاله، قال فيه: "من عَبدالعزيز بن عَبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرَّم فضيلة الشّيخ زيد بن عَبدالعزيز بن فياض - وفقه الله، آمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ: يا محبُّ، اطلعتُ على مقالكم القيِّم المنشور في صحيفة البلاد بتاريخ 14/2/1389هـ ضدَّ كتاب (أصول العالم الحديث)، وإني إذ أشكرُكم على ذلك، أرجو الله - سبحانه - أن يُثيبكم على هذا العمل الجليل، وأن يمنحَكم القوَّة والنشاط لمواصلةِ الجهود في مكافحة الكُتب الهدَّامة، والتنبيه على ما فيها من سموم وأضرار، وعوامل الهدم، وأن يجعلَنا وإيَّاكم وسائرَ إخواننا مِن حماة شريعتِه، والدُّعاة إليه على بصيرة حتَّى نلقاه - سبحانه. وقد اطَّلع أعضاءُ المجلس الاستشاري على كلمتكم، فتأثَّروا بها، وكتبوا لمعالي وزير المعارف في الكتاب المذكور، وفي التاريخ الإسلامي، الذي هو من مؤلفات مؤلفي أصول العالم الحديث، وقد وجدوا فيها ما لا يُرتَضَى من الفِكَر المسمومة التي تصف غزوات أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنها لعوامل اقتصادية، وشغل المسلمين عن السياسة الداخلية للخليفتين الراشدَين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما". ويرى مراقبون أن الجهود الدؤوبة في الوقت الحالي من أهل العلم والغيرة تعد امتدادا لمثل هذه الجهود الكريمة منذ عقود مضت، ومنها جهود المشايخ وأولياء الأمور في الآونة الأخيرة وتواصلهم مع المسؤولين بوزارة التربية بالنصح وطلب المحافظة على هوية البلاد ومنهجها المستمد من الشريعة الإسلامية.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حياك الله ، يشرفني تعليقك .