إيجاز – الرياض: ناشد الشيخ د"يوسف الأحمد" أمير منطقة مكة المكرمة إيقاف مشروعات تغريب المرأة السعودية، ومحاسبة من يسعون في ذلك وإحالتهم إلى القضاء؛ لمخالفتهم لأنظمة البلاد. جاء ذلك في جواب لفضيلة الشيخ د"الأحمد" - عضو هيئة التدريس في قسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة الإمام - على سؤال حول ما نشرته صحيفة "الوطن" السعودية الخميس 19/7/1431هـ في عددها 3562 من احتفال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وفقه الله بخمسة آلاف متطوع ومتطوعة في كارثة جدة، حيث أظهرت الصحيفة أظهرت صورة كبيرة ملونة لأربعين فتاة سافرة ومتبرجة، ثم تبع ذلك أغنية، ثم أخذت صورة تذكارية للأمير مع المتطوعات، وأعلن الأمير عن إنشاء حديقة كبيرة عليها أسماء المتطوعين والمتطوعات. وفي يوم الثلاثاء 24/7/1431هـ نشر عدد من الصحف السعودية خبر رعاية أمير منطقة مكة المكرمة لحفل تخرج طالبات كلية "دار الحكمة" بحضور عدد كبير من الرجال، وكان بجوار الأمير عميدة الكلية، وأمامهم الطالبات وعامتهن سافرات، ويلبسن لباس التخرج الكنسي القبعة المربعة والروب الأسود، كما ألقت إحدى الطالبات أمام الجميع وهي سافرة كلمة الطالبات وأفادت بأنها مع سبعة من زميلاتها سافرن إلى أمريكا وفق برنامج الكلية للمشاركة في "قمة ريادة الأعمال" ومقابلة الرئيس الأمريكي والسماع المباشر منه في كيفية العمل الريادي في السعودية. وقال السائل إن هذين الخبرين سببا بلبلة وتشويشا في المجتمع، طالبا توضيح الحكم الشرعي فيما ذكر. وأجاب الشيخ د"الأحمد" بأن هذا العمل لا شك في تحريمه، لما فيه من ابتذال المرأة، وإهانتها، والتغرير بها، واستدراجها إلى الأعمال المحرمة، وأخذ التوجيه من ساسة النصارى وأعداء الإسلام، والتبجح بذلك في الاحتفال وإقراره، وإسماعهن الغناء المحرم مع حضور الرجال والاختلاط بهم، وقد سمى علماء الإسلام الغناء ببريد الزنا وثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه :"الغناء ينبت النفاق في القلب" أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي بإسناد صحيح. وأضاف الشيخ د"الأحمد" وتعظم المصيبة في توظيف أعظم كارثة مرت على المجتمع السعودي في تطبيع المشروع التغريبي وفرضه على المجتمع. أما الصور التذكارية مع الفتيات فعامة المجتمع السعودي يعلم: أنه لا يقبل أحد بحال أن تصور ابنته مع رجل أجنبي صوراً تذكارية، فكيف نرضى لبنات الناس ما لا نرضاه لبناتنا. فهذا كله محرم شرعاً وضرب لأنظمة الدولة بعرض الحائط، ولا أراه إلا امتداداً للفساد الشرعي والإداري الذي نجم عنه كارثة جدة، وكان الصواب هو النهي عن الفساد لا المضي فيه قال الله تعالى : {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} (البقرة12). وقال الله تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمةََ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف56). والواجب على أمير مكة وفقه الله أن يوقف المشروع الأمريكي في تطبيع التغريب وإفساد المرأة السعودية، ومحاسبة كل من تلطخت يده بذلك ككلية دار الحكمة بإحالته إلى القضاء الشرعي. والواجب على أهل الإيمان جميعاً النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في صحيح مسلم من حديث تميم الداري، ويحرم على الأمة السكوت عن هذه المنكرات الظاهرة، قال الله تعالى:" فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ" (الأعراف165). وقال الله تعالى:" فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ" (هود117). والحمد لله رب العالمين. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حياك الله ، يشرفني تعليقك .