بسم الله

قال الإمام ابن الجوزي (ت597هـ) عن نفسه في كتابه الوعظي الرائع صيد الخاطر (2/304) ما نصه:
"ترخصتُ في شيء يجوز في بعض المذاهب، فوجدت في قلبي قسوة عظيمة، وتخايل لي نوع طردٍ عن الباب، وبعد، وظلمة تكاثفت فقالت نفسي: ما هذا؟ أليس ما خرجت عن إجماع الفقهاء؟ فقلت لها: يا نفس السوء! جوابُك من وجهين:
أحدهما: أنكِ تأولت ما لا تعتقدين، فلو استُفْتيت لم تفتِ بما فعلت.
قالت: لو لم أعتقد جواز ذلك ما فعلته.
قلت: إلا أن اعتقادكِ هو ما ترضينه لغيركِ في الفتوى.
والثاني: أنه ينبغي لكِ الفرح بما وجدتِ من الظلمة عقيب ذلك؛ لأنه لولا نورُ في قلبك ما أثرَّ مثل هذا عندك.
قالت: فلقد استوحشت بهذه الظلمة المتجددة في القلب.
قلت: فاعزمي على الترك، وقدِّري ما تركتِ جائزاً بالإجماع، وعُدِّي هجره ورعاً، وقد سلمتِ) أهـ.
--
"أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قل استغفاره ، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور"
ابن الجوزي رحمه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حياك الله ، يشرفني تعليقك .