٢٦ رجب ١٤٣١ هـ

وزارة التربية والتوجه الجديد

بسم الله
22%D8%B3.png


محسن المطيري
وزارة التربية والتوجه الجديد

كنا نعاني في زمن مضى من مخالفات وزارة الإعلام لسياسة الدولة وتوجهاتها، حتى يئسنا وبحت أصواتنا من الإصلاح في هذه الوزارة التي لم تزدد إلا انحرافا وشططا على انحرافها السابق، وركوبا لموجة التغريب في زمن الانفتاح المزعوم، وها هو اليوم تفتح علينا بوابة جديدة من وزارة أخرى أشد خطورة وأثرا في أبنائنا وبناتنا، ألا وهي وزارة التربية والتعليم، وهي مفصل من المفاصل المهمة التي يعتمد عليها التغريبيون في التغيير للقيم والأفكار في أي مجتمع من المجتمعات.

ولقد كنا ردحا من الزمن في أمن على أبنائنا وبناتنا خاصة في هذا الجانب، ثم مع رياح التغيير نال هذه الوزارة ما نالها من تبديل وتغيير.

والحقيقة أن كثيراً من الآباء لم يعد يشعر أن الوزارة تؤدي الدور المطلوب منها في التربية والتعليم، بل انشغلت بأمور لا علاقة لها بالتربية والتعليم، فعلى سبيل المثال: ما علاقة التربية والتعليم بإخراج عدد من بناتنا الطالبات إلى ملعب للفروسية، وما علاقة التربية والتعليم أيضاً بإخراج عدد من المراهقات من طالبات الثانوية لزيارة أستاذ الملك فهد الدولي؟

فضلا عن قيام نائبة الوزير بزيارة جريئة غريبة استفزازية لمدارس البنين في الزلفي، وقبل ذلك الإصرار الغريب على الدعوة إلى الاختلاط في الصفوف الأولية، مع مخالفته الصريحة لسياسة التعليم، ولتعميم سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولفتاوى اللجنة الدائمة.

وهنا يحق لكل ولي أمر طالبة أن يتسائل ما الفائدة التربوية المرجوة من زيارة الطالبات المراهقات لملاعب الفروسية وكرة القدم، ثم استقبال رجل للمشرفات والطالبات في هذه الزيارة، ومن أعطى الإذن لهؤلاء المشرفات في الخروج بالطالبات، وإلى أين؟ إلى ملعب لكرة القدم، هذه الأسئلة يجب أن تجد جوابا واضحا من وزير التربية والتعليم، وموقفه من هذه التجاوزات، ولا يجوز بحال أن تصم الوزارة الآذان عن شكاوى الآباء، ومن حقهم أن يطمئنوا على وجود أبنائهم وبناتهم في أيد أمينة بعيدا عن هذه التصرفات الهوجاء التي لا يستفيد منها طالباتنا علما ولا أدبا.

إن من أهم واجبات الوزارة التي يجب عليهم العناية بها قبل هذه التجاوزات العناية بالمخرجات التعليمية للطلاب فالناظر في مستويات الطلاب يجد مدى الضعف الظاهر في المدارس، ومنها أيضا الاهتمام بالمباني المدرسية المستأجرة التي لا تعبر عن الميزانية المرصودة لوزارة التربية والتعليم حيث بلغت في السنتين الأخيرتين ما يقارب 180 مليار ريال سعودي، ومنها مهزلة تغيير المناهج السنوية التي أصبح المعلم والمعلمة يحار في كيفية إيصال أفكارها إلى التلاميذ، وما مهزلة صورة الأيل في المناهج إلا جزءا من تخبطات الوزارة التي انشغلت في الآونة الأخيرة بأمور أخرى وزيارات يسعد بها التغريبيون والمفسدون.

إن مما أقض مضاجع العلمانيين والتغريبيين تلك الزيارات المتواصلة من الغيورين على وزارة التربية والتعليم، فأسقط في أيديهم، ولم يجدوا لها حلاً إلا تلبيسها بلباس الإرهاب والتشدد.

إن الاحتساب على وزارة التربية والتعليم ينبغي أن يكون من أولى الأولويات عند الغيورين للحفاظ على أبنائنا وبناتنا، وإذا غيرت المناهج ودمجت الحصص الإسلامية، وانشغل الطلاب والطالبات بالرحلات الفارغة، وتقلد المسؤولية على التعليم من لا يؤمن دينا ولا خلقا، فقل على هذه الأمة السلام.

إن الناظر في مثل هذه الخطوات الجريئة ليرى بعض ما ذكره المفكر محمد قطب في كتابه الماتع "واقعنا المعاصر"، وكيف تحول التعليم في مصر من واجهة للتعليم إلى واجهة للتغريب، فلنواصل في الاحتساب على هذه الوزارة ولا نيأس فإن الحق أبلج والباطل لجلج، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياك الله ، يشرفني تعليقك .

أعجبني