بسم الله
| |||
سبق- الرياض : قال الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصويان رئيس تحرير مجلة "البيان" السعودية إنه فزع مما شاهده من أعمال شركية واستغاثات وتوسلات في داخل مسجد الحسين في قلب القاهرة. وأضاف "الصويان" لدى زيارته لمسجد الحسين أنه لم يكن يتخيل أن يكون الأمر بهذه الصورة، وقال: لم أكن أتخيل أن أشاهد ركَّعاً سجَّداً على أعتاب قبر. وأضاف "لقد أفزعني ما رأيت، وهالني تزاحم الناس عند القبر، وتوجُّههم إليه بالدعاء والاستغاثة". وقال الشيخ الصويان: كنت أظن- بادئ الأمر- أن ما يفعلونه دروشة مجردة ورغبة في إجلال ومحبة الحسين- رضـي الله عنــه وأرضــاه- وقد يكون الأمر كذلك عند بعضهم، ولكنني صُعقت- والله- من الشرك الصريح الذي يمارسه بعض الجهلة دون نكير! وقال "الصويان": والله الذي لا إله إلا هو إنني أُصبت برعشة وقشعريرة تسري في جسدي وأنا أرى أحدهم يجثو على ركبتيه، ويقول بكل تخشُّع وانكسار: مدد يا سيدنا الحسين.. مدد..! سلَّمت على أحدهم في المسجد وسألته: ماذا يفعل الناس عند القبر؟ لماذا هم مجتمعون هكذا؟ فنظر إليَّ باستغراب ونكير وقال: هذا قبر سيدنا الحسين، فقلت له: وماذا يفعلون عنده؟ قال: يا بني! إذا كنت محتاجاً، أو مريضاً، أو مهموماً، فالتمس العون من سيدنا الحسين. قلت له: ولِمَ لا نتوجَّــه إلــــى ربِّ الحسين- سبحــانه وتعالى- وهــو يقــول لنا: {أَمَّن يُجِيبُ الْـمُضْطَرَّ إذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}، قال: لهؤلاء الأولياء مكانة عظيمة لا نستطيع نحــن الضعفـــاء الوصـــول إليها؛ فنحن نتوسل بهم إلى الله! ثم اجتمع حولنا بعض العامة، وقال أحدهم: هؤلاء الأولياء: سيدنا الحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة.. أئمة الهدى، وتحت أعتابهم تُستجلَب الرحمات، وبدعائهم يستغيث ذوو الحاجات. قلت له: أَوَتَظن أن الله- تعالى- هو الذي يفرِّج كَرْبك أم الحسين والسيدة زينب؟ قال بكل استغراب: الله- جل جلاله- هو الذي يفرِّج الكربات، لكنه يضع سِره عند بعض أوليائه، فإذا رضي عنك الولي، كان ذلك سبباً لرضا الله! ثم قال لي آخر (بشيء من الغلظة والنكير): أسيادنا يقولون للشيء: كن، فيكون..! وأضاف "الصويان": بينما أنا خارجٌ من المسجد وقد دارت بي الدنيا وأظلم الطريق في وجهي، إذا بامرأة عجوز تخرج من باب النساء باكية، وترفع صوتها قائلة: ابني تعب من المرض يا سيدنا الحسين.. ابني تعب من المــرض يا ســـيدنا الحســـين! يا سبحان الله! أيحدث هذا في بلد الإسلام وقلعته الحصينة؟ أيحدث هذا في بلد الأزهر معقِل العلم والعلماء..؟ أنْ يحدث مثل هذا الشرك في بعض مجاهل الهند وأدغال إفريقيا النائية أمر ليس بمستغرب، بسبب اندراس العلم وقلَّة العلماء، لكن الغريب كل الغرابة أن يحدث مثل هذا في مأرز الإسلام وقلبه النابض! حقيق بكل مسلم غيور على الملَّة أن يبكي بدل الدموع دماً وهو ينظر أو يسمع عن تلك الشركيات المحادَّة لدين الله تعالى! حقيق بكل داعية مخلص أن يتفطر قلبه ألماً وحزناً، وهو ينظر إلى هؤلاء الناس وأولئك وهم يتيهون في بيداء الشرك ويتخبطون في ظلمة الخرافة. واختتم الشيخ "الصويان" مقاله في عدد مجلة "البيان" الأخير: حقيق بكل عالم وَرِع يريد السلامة وبــراءة الـــذمــة، ألا يهنأ بطعام ولا شراب، ولا يتلذذ بمنام أو متاع، حتى يؤدي زكاة عِلْمه، ويمحض النصيحة لأمته، ويجدد ما أفسده العوام وأهل الأهواء من عقيدة الإسلام. وليتذكروا قـول الله- تعالى-: {أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا} [الأعراف: ٥٦١]. وما زاد من ألمي كثيراً أنني قرأت عند مدخل جامع الحسين فتوى فقهية معلَّقة على لوحة كبيرة تؤكد جواز الصلاة في المساجد التي فيها قبور، وترد على القائلين بالتحريم. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حياك الله ، يشرفني تعليقك .