٢٣‏/٠١‏/٢٠١٠

توبةٌ وندم قبل سكرة الموت ياكاتبة الوطن !

بسم الله

%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%81%D8%AF.png

توبةٌ وندم قبل سكرة الموت ياكاتبة الوطن !
السبت 23 يناير 2010
2:03 ص
​حتى وأنت تدافع ألآمك يوماً بعد يوم متابعاً تلك التجاوزات الصحفية المتزايدة والتوجهات المنظمة المكشوفة لضرب قيمنا الدينية والأخلاقية واستهداف علمائنا ما كان يمكنك أن تتنبأ أو تتخيل حتى في أقصى حالاتك توجساً وتشاؤماً أن يأتي عليك صباحاً تفتح فيه صحيفة سعودية ! فتقرأ مقالاً لكاتبةٍ تطعن في السنة النبوية وتشكك في بعض أحادثيه صلى الله عليه وسلم الصحيحة وتدعو إلى ردها وعدم الأخذ بها لأن بعضها كما تقول يناقض القرآن وبعضها لا يتفق مع مبادئ الحرية والمساواة بين الرجل والمرأة !

 ومع أننا فهمنا حقيقة الليبرالية وأهدافها وقرأنا تقارير راند التي كشفت بجرأة عن المؤامرات الأمريكية والمخططات التدريجية لفرض التغيير بمشاركة الحليف الليبرالي السعودي من الداخل وإعلانها حرفياً عن "دعم المثقفين والحداثيين وحثهم على استخراج النصوص الشرعية من التراث الإسلامي وتنقيتها أو إعادة تفسيرها .. " إلا أننا لم نتوقع الانتقال من مرحلة مهاجمة المؤسسات الدينية ومناشطها وعلمائها إلى مرحلة أخرى بهذه السرعة وأن الدور قد وصل هذه المرة إلى سنة نبينا وحبيبنا عليه أطهر وأزكى الصلاة والسلام وقد كدنا نثق أو نصدِّق أن اختلافنا مع أولئك الليبراليون إنما هو حول الفروع وما اختلف فيه العلماء فيظل هنا حق المثقف أو الكاتب في إبداء رأيه مكفولاً وإن خالفناه , أمَا وإن بات الطرح يلامس الثابت أو يعارض المقدَّس فالأمر هنا مختلف كل الاختلاف فلا قبول لحريةٍ أو رأي هذا مسارها .

وفي صحيفة الوطن كانت الكاتبة حصة محمد آل الشيخ قد خصصت بعض مقالاتها للتهجم على رموز العلم الشرعي والدعوة في بلادنا بِلُغةٍ تمور بالازدراء والتجريح والاتهام وأسلوبٍ لا يليق بها كمسلمة مثقفة ولا بورثة الأنبياء الذين تناولتهم وأغفلت دورهم في تبليغ الرسالة والتعليم والإصلاح والدعوة فخاطبتهم بالوعَّاظ ظنا منها أن في ذلك إهانة لهم وتحقير لشأنهم فتكررت لديها عبارات مثل " الوعظ المتخلف بكائيات الوعاظ – أقاصيص الوعاظ وسردهم السادر في خيال سامج أهبل – يجلس الواعظ ملتحفا مشلح التكبر والاستهزاء بعباد الله " ! ولو أن أختنا حصة قدّمت نقدا متّّزنا عادلا لِما تراه خطأً يستوجب الإصلاح وتجردت من توجهاتها الخاصة وأحكامها المسبقة لأصابت وأفادت فالهدف من النقد التحسين والبناء لا الإسقاط والهدم ومشكلة بعض مثقفينا أنهم لم يستوعبوا بعد قيمة أولئك العلماء والدعاة في قلوبنا وأن التربُّص بهم والافتراء عليهم والتحريض ضدهم يؤذينا نحن لا يؤذيهم وأن تلك المحاولات الفاشلة للإساءة لهم وتشويه صورتهم تضر بسمعة ومكانة المثقفين أنفسهم لدى العامة وتزعزع الثقة فيهم , ولا ضير في مناقشة أهل العلم ومراجعتهم لمن يملك علما راسخا وورعا مشهودا ولكني بحق لا أغبط ذلك الكاتب أو المثقف الوالغ في أعراض المصلحين أن يكون خصومه بين يدي رب العالمين هم العلماء .

أعقبت الكاتبة تلك المقالات بسلسلة خاسرة أخرى نتطرق منها فقط إلى ثلاث مقالات متلاحقة "الأعداد : 3312 3319ـ 3333 " ونناقش هنا مقالها : " الغطاء الشرعي والمبرر الفقهي لقهر النساء " ونرجئ الآخرين إلى مقالٍ قادم بإذن الله :
تشير آل الشيخ إلى استغلال البعض لحديث " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ...."صحيح لتبرير قهر المرأة وهضم حقوقها , وقد صدقت في هذا ! ولكن الخلل ليس في الحديث بل في جهل أولئك البعض وسوء فهمهم ! والحل : بيان المقصود كما فسَّره نبينا الكريم في الحديث ذاته أن شهادة الرجل بشهادة امرأتين لنسيانها وغلبة عاطفتها وأن نقص دينها لمرورها بالدورة الشهرية ولا يكون الحلُّ بذلك المنزلق الخطير الذي وقعت فيه الكاتبة من تكذيب الحديث والتشكيك في صحته إذ تقول : " إن بعض الأحاديث تخالف منطق الأمور ومفاهيم الإسلام وآيات القرآن " ! ومع أن الأمة اجتمعت على أخذ صحيحي البخاري ومسلم بالقبول واعتبارهما أصحّ كتابين بعد كتاب الله إلا أن الأخت حصة كان لها رأيا ومعيارا آخر حيث يجب عرض الأحاديث على منطقها الفلسفي وعقلها أو بالأحرى هواها فما وافقها قبلت به وما عارضها فهو مرفوض وإن صحّحه علماء السلف والخلف ! وهذا ما طبقته أيضا مع حديث : " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه .. "صحيح وحديث " أُريت النار فإذا أكثر أهلها النساء ، يكفرن . قيل : أيكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير.."صحيح فقررت ردّهما لأنهما : " لا يمكن أن يصدرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيهما الكثير من الشذوذ وضعف المتن ومخالفة الحس والعقل "! والعجيب أن أختنا حصة لم تكتف بإنكار الصحيح من الأحاديث والمطالبة بنبذها بل واصلت تخبطها حين استشهدت بمالم يرد به نصٌ ولا أثر : " نصف الدين عند عائشة "! وخلطت عن جهلٍ أو عمد الصحيح بالضعيف بالموضوع فحديث :"للمرأة عشر عورات ..."ضعيفٌ لا يصح وحديث :"أيما امرأة خرجت من بيت زوجها ..." حديثٌ موضوع .

تختم الكاتبة بالقول : " يزيّف الخطاب الديني قضية المرأة حين يصر على مناقشتها من خلال مرجعية النصوص متجاهلا أنها قضية اجتماعية من الأساس "!

وأقول للأخت حصة أسأل الله أن ينير بصيرتها بنور الحق ويهدينا وإياها سواء السبيل لقد بدأ مقالك بما يشبه أطروحات بعض المستشرقين الذين طعنوا في السنَّة وها أنت للأسف تختمينه بما يشبه دعوات العلمانيين بتحييد الدين وفصله عن قضايانا ! فيا أختي الفاضلة كتاب الله وسنة نبيه لا تحتاج كثير فلسفةٍ وإعمال عقل وإنما انقياد واستسلام لله وإتباع لرسوله وبعدا عن الشبهات والأهواء .

ريم سعيد آل عاطف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حياك الله ، يشرفني تعليقك .

أعجبني