بسم الله
| |||
في المجتمع فئة تخصصت بنقل الشائعات وبث الروايات ونقل الغرائب والعجائب وهم أصحاب وكالة (يقولون)، وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع"، وقال :"بئس مطية الرجل زعموا"، والفارغ من الأعمال الجليلة والأفكار العظيمة يتحول إلى بائع أحاديث ومروج أخبار ومراسل لنقل الشائعات والأكاذيب والموضوعات، لماذا لا نعمل بقاعدة التثبت والتبين لسماع الأخبار كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) فيا أيها المسلمون محصوا الأخبار وأحفظوا الأسماع والأبصار عملا بقول الجليل تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)، إن الأمة إذا تعطلت عن الأعمال النافعة والمقاصد الكبرى تحولت إلى مجموعة من المهرجين العابثين اللاغين والذي لا يدخل المسجد ولا يعمل في المصنع ولا ينفع في الحقل ولا يشارك في البناء ولا يساهم في النمو والإبداع يتحول إلى غدة سرطانية في جسم المجتمع ينفث سمومه لأنه يعيش إعاقة عقلية ومرضاً نفسياً وفراغاً روحياً، هؤلاء الفارغون لم يجدوا عملاً إلا الشائعات، وبث الوشايات، ونشر الأخبار الملفقات، وإذا سألت الواحد منهم عن البرهان والدليل لم تجد عنده شيئاً إلا الهراء والهذيان، آمل أن نراجع أنفسنا بحياتنا ونطلب العلم النافع ونقوم بالعمل الصالح المثمر ونملأ أوقاتنا بالعبادة الصحيحة والقراءة النافعة وكسب الحلال وفعل المعروف والكف عن الأذى حينها نصبح مجتمعاً مرحوماً نستحق بجدارة وسام الخيرية التي قال الله (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) ولن نكون خير أمة أخرجت للناس حتى نعمل بمقتضى الخيرية من الإيمان بالله وفعل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإذا انحرفنا عن هذا المنهج فسوف نعود إلى حياة الهامشية الهشاشية كما قال صلى الله عليه وسلم لأمة آخر الزمان: "ولكنكم غثاء كغثاء السيل" . د. عائض القرني |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حياك الله ، يشرفني تعليقك .