الرجال مواقف |
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة الكرام ، أيتها الأخوات الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : أسأل الله أن تكونوا أنتم ومن تحبون على أحسن حال ... فإننا إذا تأملنا في حياتنا وجدنا أنها عبارة عن سلسلة من المواقف المتتابعة ، وفي كل موقف نضيف إليها تفصيلاً ونمنحها لوناً جديداً ، ومن مجموع الألوان والتفصيلات تتكون السيرة الذاتية للواحد منا . نحن جميعاً إلى زوال وحين نمضي من هذه الحياة سنجد أن أعمالنا قد سبقتنا إلى الحياة الجديدة والأبدية ، وهنيئاً لأهل الصلاح والاستقامة وأهل السير النظيفة والسرائر النقية. الرجال يذهبون وتبقى المواقف ، لكن أي مواقف تلك التي ستلهم الأجيال القادمة، وتشكل منارات هداية على دروبهم الطويلة ؟ المواقف التي ستبقى هي : ـ المواقف التي رفضنا فيها الذل الإهانة ، لأن لكرامتنا عندنا شأناً يستحق التضحية. ـ المواقف التي وقفنا فيها ضد المغريات التي تريد منا التنازل عن مبادئنا وقيمنا في سبيل عَرَض زائل. ـ المواقف التي انتصرنا فيها لمظلوم ، وناصرنا فيها مستضعَفاً ًيتعرض للابتزاز . ـ المواقف التي تسامحنا فيها مع مخطئ ، وقبلنا فيها اعتذار من اعتذر إلينا. ـ المواقف التي بادرنا فيها لسنّ سُنّة حسنة ، وفتحنا من خلالها حقلاً جديداً للعمل والممارسة والعطاء . الأمة بحاجة إلى الرجال العظماء ، والرجل العظيم يساوي مجموع مواقفه ، ومعظم الناس ليس لهم مواقف عظيمة ، أو لهم مواقف صغيرة ، لم يرها ، ولم يسمع بها أحد ، وقد صدق من قال : لدينا الكثير من الذكور ، والقليل من الرجال ! . ما علينا ... المهم أنا وأنتم : ما الذي علينا أن نعمله ؟
وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. في 7 / 4 / 1430 |
يدير هذا الموقع عدد من المهتمين بفكر د. عبد الكريم بكار بالتنسيق المستمر معه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حياك الله ، يشرفني تعليقك .